•  الشاعر نزارقباني
  •  
 الكاتب يوسف القعيد
  •  الدولة الأموية
  •  الخلافة الراشدة

مذبحة القلعة : أضخم علمية اغتيال سياسي في التاريخ المصري





المذبحة التي زلزلت مصر وغيرت تاريخها الحديث 

حزمت جيوش نابليون عتادها و غادرت المحروسة سنة 1801 بعد فشل حملتها الشهيرة، و تركت خلفها البلاد تغلي كالمرجل فوق النار. حيث إنقسم المماليك "حماة الدار"
و ولاة الأمور، إلى تحالفات متناحرة على السلطة، بعضها بتأييد و دعم خارجي (إنجليزي بالأساس) و بعضها بواعز من الدّاخل المصري المضطرب.

و في ظلّ هذه الظروف، ظهرت مجموعة جديدة من التجار و المشائخ و العلماء نصبت "محمد علي" واليا على مصر بموجب فرمان مايو 1805 و إلتفت حوله لمواجهة المماليك و من ورائهم.

فكتب إسمه بدمّ أكثر من 1000 مملوك من أمراء و جنود فيما عُرف ب"مذبحة القلعة".

و القلعة المقصودة هي قلعة "صلاح الدين الأيوبي" و التي أمر ببنائها عام 1176م لتحصين القاهرة من هجمات الصليبيين. و منذ ذلك الحين باتت القلعة مقرّ الحكم، حتى بناء قصر عابدين، و رمزا من رموز السيادة لقرون حتى قيل بأنّ "من يملك القلعة، يملك مصر!"


قلعة القاهرة .. للأمانة التاريخية فأن مسجد محمد علي الظاهر في الأعلى لم يكن قد شيد بعد عند وقوع المذبحة 
1) المماليك: عبيد الأمس .. ملوك اليوم!
قصة المماليك تعدّ بحقّ طفرة في تاريخ الشعوب، فهؤلاء الـ"بكوات" (كما أُطلق عليهم فيما بعد)، لم يكونوا سوى "عبيدا" تمّ إستقدامهم في سنين طفولتهم المبكرّة من قبل الأيوبيين، لحماية عرشهم و ملكهم من الزوال و ليكونوا عصاهم الغليظة. معظمهم قد أختطفوا أو سرقوا من بين أحضان عائلاتهم شأن المستعبدين في كل زمان و مكان.
المماليك اصبحوا عماد الجيوش الاسلامية وحكموا معظم البلاد العربية وهم بالاصل غلمان اجانب تم أخذهم من عوائلهم في اوروبا 
و لكنهم كانوا أوفر حظا من غيرهم، فبدل أن ينتهي بهم الأمر في الحقول و الإسطبلات وجدوا العناية من قبل الملك نفسه الذي أعتقهم و قربهم منه و حرص على أن يتلقوا أفضل العلوم الدينية و الدنيوية على أيدي أعتى العلماء، كما قام بتدريبهم على مختلف فنون القتال و خطط الحرب و إدارة الجيوش.
و هكذا أدرك الأيبيون غايتهم، فكوّنوا جيوشا قوية من المماليك تدين بالولاء للملك وحده و تتلقى تعليماتها و مهامها منه شخصيا و تستميت في الدفاع عنه و عن عرشه.
و كان لهم دور كبير في التصدي لهجوم التتار و الصليبيين من بعدهم على المحروسة.
و تمكنوا من الوصول أخيرا إلى سدّة الحكم بعد زواج أحد قادتهم "عز الدين أيبك" من "شجرة الدرّ" أرملة الملك الصالح أيوب و الذي سلمته بموجبه الوصاية على العرش.
صورة لفارس مملوكي من مصر 
وبدأ بذلك عصر المؤمرات و الدسائس و التناحر داخل البيت المملوكي، فإنصرف القادة المماليك إلى المجون و رموا عباءة الإنضباط و الحكمة التي طالما تستروا بها. و تخلوا عن دورهم السابق في حماية العرش و إنقلبوا على الملوك و نقضوا معاهداتهم، حتى ليقال بأنهم يعقدون العهد صباحا لينقضوه قبيل الظهيرة.
و إستبدوا بالبلاد و العباد، فلم يسلم من بطشهم أحد لا قريب و لا بعيد، لا عبد و لا سيّد. و إستحلوا أعراض المصريين و لم يسلم منهم لا فتاة و لا غلام، و إستعبدوا و جاروا إلى أن بلغ السيل الزُبى، فإشتكاهم أهل مصر إلى "خورشيد باشا"، و لكنّه أجاب : "أناس جاهدوا أشهرا وأياما ، قاسوا ما قاسوه في الحرّ والبرد ، حتى طردوا عنكم الفرنسيز .. أفلا تسعونهم في السكن!"
2) "محمد علي" باشا يضع العمامة العربيّة لمواجهة إستبداد المماليك:
كما ذكرنا في السابق فإنّ المماليك قد عاثوا في مصر فسادا، مستغلين في ذلك حظوتهم لدى "الباب العالي"، و لكن صراعاتهم الداخلية و إنقساماتهم ساهمت في ضعف شوكتهم و ذهاب هيبتهم، فيما بدا فرصة لبعض القيادات الشعبيّة المصرية، التي تسعى إلى رفع يد المماليك عن البلد، للتمرّد و البحث عن بديل للسلطة الفاسدة التي تنخر البلاد و تستعبد العباد.
كانت الاوضاع مضطربة في مصر بعد خروج الفرنسيين .. 
و هو ما حصل فعلا عندما نصّبت هذه القوى الشعبيّة الناشئة أحد ضباط الحامية العثمانية "محمد علي"، الذّي توسمت فيه الكفاءة و الحكمة و بالأخصّ القوّة و القدرة على تولي حكم مصر في فترة حرجة كثر فيها الهرج و المرج، و المؤامرات و الظلم. و لذلك إلتف قادة الحركة الشعبية من مشائخ و علماء و تجار حول "محمد علي"، الذي وُليّ على مصر بموجب فرمان 12 مايو 1805، ووفروا له المال و العتاد و قاموا بإستقطاب قادة و جنود الجيش ممن ضاق ذرعهم بالمماليك لمساعدته.
بل إنهم ذهبوا في وقوفهم خلف "محمد علي" إلى أبعد من ذلك بكثير عندما وقفوا في وجه محاولات "الباب العالي" و حالوا دون نقله من مصر. كما قاموا بالتصدّي للحملة الإنجليزية على تخوم "رشيد" في 29 مارس 1807، و التي كان هدفها القضاء على الوالي الجديد لمصر "محمد علي" و إعادتها إلى "بيت الطاعة" المملوكي.
و كانت حملة الإنجليز بمباركة المماليك القشة التي قصمت ظهر بعير "محمد علي باشا" الذي نفى المتآمرين على حكمه من القاهرة و تعقبهم حتى الصعيد، و لكنه عاد و عفا عنهم.
3) مذبحة القلعة:
محمد علي باشا .. في اوج مجده وقوته .. 
من يذوق دفء السلطة و النفوذ، لن يخلع عباءة الحكم مهما حصل، و يبدو بأنّ "محمد علي" لم يشذ عن القاعدة الصحيحة. فبعد أن تمكن من إرساء دعائم حكمه و توطيده، سعى والي مصر إلى التخلص ليس فقط من منافسيه، بل من كلّ من رأى في وجوده خطرا قد يعكر صفو حكمه.
فإنقلب على أصدقاء الأمس، قادة الحركة الشعبيّة الذّين ساندوه و نصبوه واليا على بلادهم، و على رأسهم "عمر مكرم" الملقب بسيد الأشراف ;فقتل منهم من قتل و نفى منهم من نفى و شرّد البقية بين المنافي و صادر أموالهم و سائر أملاكهم و أودع بعضهم السجون، كإعتراف منه بالجميل!
و إلتفت إلى أعداء الأمس، المماليك الذين إستطاع في فترة وجيزة أن يستميلهم إليه بالعطايا و الهبات من أموال المحروسة و أراضيها، بينما يصفي قادة الحركة الشعبيّة .
و جاءت الفرصة للتخلّص من المماليك على طبق من فضّة، فإستغلها "محمد علي" كما يجب. كان والي مصر قد تلقى رسالة من السلطان العثماني يطالبه فيها بإرسال حملة عسكرية إلى الحجاز، و نظرا إلى تمرسه بغدر المماليك و عدم وفائهم بالعهود، فقد كان "محمد علي" متأكدا من أنّ المماليك سيغتالونه بعد مغادرة جيشه، فقرر أن " يتغدى بهم قبل ما يتعشوا به" كما يقال في مصر.
فأرسل مبعوثيه إلى جميع أمراء المماليك المنتشرين في أصقاع البلاد، يدعوهم إلى حضور حفل "بهيج" سيقام على شرف الجيش المغادر إلى الحجاز بقيادة نجله الأكبر "إبراهيم بيك طوسون". فإستجاب جميع المدعوين و حضروا في الموعد المحدّد (1 مارس 1811) ، كما طلب والي المحروسة، بكامل زينتهم، يمتطون أحصنتهم الأصيلة.
رحب بهم "محمد علي" و قربهم إليه و تبسط معهم في المأكل و الحديث، فخدعهم لطفه و إنطلت عليهم حيلته.
فما كاد الحفل ينتهي حتى دعاهم إلى السير في موكب وداع الجيش، و حرص أن يجعلهم بين مقدمة الجيش المغادر للحرب و مؤخرة الموكب المكوّنة من المرتزقة الألبان الذين إنتدبهم خصيصا لهذه المهمة. و بذلك علق أمراء المماليك دون علمهم بين فكي كماشة "محمد علي".
سار الموكب في الطريق الوعرة المنحدرة بإتجاه "باب العزب" ( و هو باب القلعة من الجهة الغربية)، و لم يكن إختيار مسار الموكب إعتباطيا، بل مدروسا بدّقة فائقة، فمقدمة الجيش و الطريق المنحدرة لعبا دورا هامّا في حجب الرؤية عن المماليك الذّين لم يتفطنوا إلى ما يدور حولهم، بينما ساهمت وعورة التضاريس في تقليل فرص الهرب و النجاة.

هذه الصور ستساعدك عزيزي القارئ في فهم المكيدة الذكية التي نصبها محمد علي للمماليك .. اعلاه صورة لباب العزب الذي حوصر المماليك خلفه .. والصور بالاسفل هي للباب من الداخل .. اي المكان الذي ذبح في المماليك 
ما إن تجاوز المماليك البوابة حتى أُغلقت من الخارج، و إستدار الجنود الّذين يسبقونهم و أصبحوا يواجهونهم مشهرين بنادقهم، فيما تسلق رجال الكتيبة التي تسير خلف المماليك، الصخور العالية و الأسوار من مختلف الجوانب... و دوى صوت طلقة؛ لم تكن سوى إشارة بداية المذبحة. و عندها فقط أدرك المماليك أنهم قد وقعوا في الفخّ، و لكنّ رصاص جنود الوالي، لم يمهلهم الوقت للتفكير حتى، فقد إنهال على رؤوسهم من كلّ حدب و صوب.
محمد علي يدخن غليونه اعلى اسوار القلعة فيما رجاله بالقرب منه يطلقون النار على المماليك المحصورين 
كانت خطّة "محمد علي" محكمة بحيث لم تترك للمماليك، العزل إلاّ من السيوف التّي وضعوها بغرض الزينة لا غير، وسيلة للنجاة. فماذا تفعل السيوف الثلمة في مواجهة حمم الرصاص المنهمر كالمطر ؟
تكدست جثثهم فوق بعض .. 
فتساقط بعض الرجال صرعى، دون مقاومة تذكر، فوق صهوة جيادهم التي تخوض في برك دمائهم، فيما نجح البعض الآخر في الترجل عن جيادهم و تخلصوا من ثيابهم الثقيلة المبهرجة، و سارعوا إلى تسلق الأسوار علّهم ينجحون في الفرار من القبر الجماعي الذي حفره لهم "محمد علي".
و لكن هيهات، فمن نجح في تسلقّ الصخور أو الجدران، أجهز عليه رصاص الجنود المرابطين على الأسوار لتسقط جثثهم إلى الطريق المنحدر و تتكدس بجانب غيرها من الجثث التّي تطؤها الجياد المرتعبة من دويّ الرصاص.
و من بين المماليك الذّين ناضلوا للنجاة، نذكر "شاهين بك الألفي" أحد المماليك الذين عقدوا الصلح مع "محمد علي" و تمتعوا بعفوه "المؤقت"، حيث إستطاع تسلق الحائط و بلغ عتبة قصر "صلاح الدين" و لكنّ الجنود عاجلوه برصاصهم، و قطعوا رأسه و أرسلوه فورا إلى الوالي لنيل "البقشيش"، فقد بشّر "محمد علي" كل رجل يأتيه برأس من رؤوس أمراء المماليك بجزيل العطاء. و لم يكتفوا بذلك بل ربطوا أطرافه بالحبال و جروه على الأرض ك"الذبيحة"!
المماليك يتعرضون لأطلاق النار منجميع الجهات وهم محصورون في الزقاق 
و لم يكن "سليمان بيك النواب" بأوفر حظا من قريبه، فقد زحف و هو ينزف إلى أن بلغ "سرايا الحريم" (مقر إقامة النساء من قريبات و زوجات و جواري الحاكم) و سقط على عتباتها صارخا : "في عرض الحريم" .. ناشدا الحماية، واقعا في عرض النساء (و قد سرت العادة في ذلك العصر بأن من يطلب الحماية في عرض النساء لا يناله مكروه مهما كان ذنبه، بل يغاث إلى حين) و مع ذلك، فقد لحق الجنود بـ"سليمان بك" و مزقوه تمزيقا على عتبات "سرايا الحريم" و قطعوا رأسه "الثمينة" على مرأى و مسمع من نساء القلعة، و رموا جثته بعيدا.
كانت احتمالات المقاومة والنجاة معدومة .. 
و يقال إن بعض المماليك قد نجحوا في الوصول إلى مقدّمة الجيش حيث كان "طوسون" نجل "محمد علي" ينتظر نهاية المجزرة، و تمسحوا بأذياله طالبين الحماية، و لكنه وقف يراقب جنوده يمزقونهم دون رحمة تحت قدميه رغم توسلاتهم.
كل من يأتي برأس له مكافأة مجزية .. 
إنتشرت الجثث على طول الطريق المنحدر، و روت دماؤها المسفوحة ترابها إلى أن أتخمتها، فلفظتها لتسيل وديانا قانية تخوضها أقدام الجنود و سنابك خيولهم.
أما من لم يقضي برصاص المرتزقة و الجنود، فقد تمّ إقتياده حيّا إلى الرحبة الوسطى و تمّ إعدامه بضرب عنقه بالسيف، و الإحتفاظ برأسه.
و تواصلت المذبحة و القتل في قلعة "صلاح الدين" من الضحى إلى الهزيع الأخير من الليل!
كان الوالي خلالها جالسا بهدوء في قاعة الإستقبال رفقة أمنائه، منصتا إلى صراخ المماليك و إستغاثاتهم، و دوّي الرصاص و صهيل الخيل، منتظرا أن يحصد رجاله أرواح أعداءه كما تحصد السنابل. يوم واحد تمّ فيه القضاء على أكثر من 500 أمير مملوكي دفعة واحدة!
و لم ينج منهم سوى رجل واحد يدعى "أمين بيك" كان يسير في ذيل الركب، و لما رأى ما بدر من رجال "محمد علي" من إغلاق البوابة و إطلاق الرصاص، سارع بالهرب إلى المرتفع المشرف على الطريق، و لما أيقن الهلاك، قفز بجواده من على سور القلعة الذي يبلغ إرتفاعه ستين قدما!
الناجي الوحيد .. قفز بفرسه من على السور ونجا بأعجوبة .. 
و لما كاد يدرك الأرض، قفز مترجلا عن جواده فنجى بأعجوبة من موت محقق و فرّ إلى جنوب سورية حيث قضى بقية أيامه (و قد خلد جورجي زيدان قصته في روايته المملوك الشارد).
خارج القلعة، في ميدان "الرميلة" بالتحديد إحتشدت الجموع لمشاهدة موكب الجيش المغادر للحجاز و توديعه كما جرت العادة، و قد كانت الأمور تسير على نحو طبيعي إلى أن دوّى صدى طلقة في الفضاء، أعقبها سيل من الرصاص، فأصاب الرعب المحتشدين و تفرقت جموعهم و سادت في صفوفهم الفوضى خاصة بعد أن سرى بينهم خبر مقتل "شاهين بيك".
صور قديمة لشارع الدرب الاحمر .. سمي كذلك لغزارة ما سال عليه من دماء المماليك 
و أسرع كل إلى بيته و أغلق عليه بابه، و أوصد التجار أبواب دكاكينهم و فروا من جنود المرتزقة، الذين كلفهم "محمد علي" بالقضاء على أتباع المماليك في أنحاء القاهرة.
و طوال يومين عصيبين، داهم الجنود الألبان المرتزقة البيوت و الدكاكين، و فتكوا بكل من إعترض طريقهم و نهبوا و سطوا على كل ما وصلت إليه أيديهم من أموال و جواهر و متاع، و إغتصبوا النساء و هتكوا الأعراض و داسوا المحارم. و لم يتوقفوا عند أحياء المماليك و أتباعهم، بل إمتدّ عدوانهم إلى الأحياء المجاورة، و نال المصريين نصيب من القتل و النهب و الإعتداء، و وصل عدد البيوت المنهوبة إلى 500 بيت.
لم يتوقف القتل حتى بعد حلول الظلام .. وامتد ليشمل المماليك اينما وجدوا .. ونهبت اموالهم وممتلكاتهم 
و لم يتوقف الهرج و القتل و النهب إلا بخروج الوالي "محمد علي" رفقة إبنه "طوسون" و حاشيتهما و جنودهما، ليضع حدا للفوضى آمرا بقطع رقبة كل من يستمر في النهب و القتل أو السطو.
خلصت مصر لمحمد علي بعد ان ازاح المماليك واصبح حاكمها المطلق 
إنتهت مذبحة قلعة الناصر "صلاح الدين" ، أكبر إغتيال سياسي في تاريخ المحروسة، مخلفة 1000 قتيل من المماليك بين أمراء و جنود و أتباع، عدا عدد غير محدد من المصريين الذين لا ذنب لهم سوى قرب مساكنهم من أحياء المماليك المستهدفة. علقت رؤوس بعضهم كـ"شاهين بيك" (كبير مماليك الألفية) و "يحي بيك" و "نعمان بيك" و "سليمان بيك البواب" و غيرهم على بوابة مسجد الحسنين ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر عما ينتظر من يقلق تفردّ "محمد علي باشا" بالحكم. و لم ينج من المماليك سوى عدد قليل ممن تخلفوا مع "إبراهيم بيك الكبير" و "عثمان بك حسن" الذين لم يجيبا دعوة الوالي "محمد علي" لشكّهما في نواياه الحقيقية.
صورة من داخل مسجد محمد علي في القلعة بالقاهرة .. بناه بعد المذبحة بسنين .. 
مئتان و خمس سنوات مرّت على صبيحة الأوّل من مارس الدامية، التي أنهت ستة قرون من وصاية المماليك على مصر. و مع ذلك عزيزي القارئ، إذا مررت يوما بالمحروسة، و زرت قلعتها و سرت في دربها الأحمر الذّي إستمد إسمه من دماء صرعاها، فتوخى الحذر و تحدث همسا حتى لا تُقلق أرواح المماليك... لأنّك لا تعلم ما قد تفعله بك.
المصادر :
- في ذكرى مذبحة القلعة..

- مذبحة القلعة 1 مارس 1811



سطورة التيجان الثلاثة




ما سر التيجان الثلاثة وهل هي اسطورة ذات ابعاد حقيقية ؟
في عام 1925 ظهرت إلي النور مجموعة قصصية جديدة تحمل عنوان ( تحذير إلي الرجل الفضولي )
أو A Warning to the Curious بقلم الكاتب " مونتاجو رودس جيمس " ، الذي يحمل الجنسية البريطانية ، وقد ولد في عام 1862 وتوفي ،وهو في الثالثة والسبعين من عمره ، في عام 1936.. وقد عُرف عن " مونتاجو رودس جيمس " ، أو كما أشتهر بالاختصار الذائع الصيت M. R. James ميله للكتابة عن الرعب والخوارق ، وأشتهر بمزجه ما بين قصص الأشباح العتيقة ، التي خلصها من التأثيرات القوطية التقليدية ، وبين علم الآثار الذي تخصص فيه باعتباره باحث ومحقق في تاريخ العصور الوسطي .

الكاتب م. ر. جيمس
قصص " م ر جيمس " ، التي يعتبرها البعض من طراز القصص القرأوسطية العتيقة ، تحمل بريقا خاص لرجل أطلع على خفايا التاريخ وقصصه الغامضة ،ومن هنا جاءت السمة المميزة لمجموعاته القصصية المتوالية مثل ( قصص أشباح جامع التحف ) 1904 ، و( المزيد من قصص أشباح جامع التحف ) 1911 ، و( الشبح النحيف وقصص أخري ) 1919 ،و( تحذير إلي الرجل الفضولي وقصص أخري ) والتي صدرت في 1925
حبكات قصص " م ر جيمس " خلقت عالما خاصا به ، له تفاصيله المميزة ، إلي حد أنه ظهر مسمي أدبي جديد هو الجيميسيات أو Jamesian ( والتي تعني قصصا لها طابع خاص ،والتي تقاربت تفاصيلها لدي كلا من " مونتاجو جيمس " و" هنري جيمس " ) والتي حملت سمات متشابهة مثل : حدوثها في قري قديمة أو بلدة مطلة على البحر ،وتقع غالبا في إنجلترا ، أو بلدة صغيرة أو دير في فرنسا أو السويد أو الدانمارك ، أو تستبدل القرية أو البلدة بدير أو جامعة .. البطل لابد أن يجمع بين الحصافة والسذاجة ، وأن يعثر على كتاب أو مخطوط قديم يرشده للكشف عن أسرار عتيقة ، غالبا ما تكون مروعة أو مرتبطة بالرعب بشكل ما ، والنهاية لابد أن تكون مثيرة للرعب والتأسي على مصير البطل الذي يكتسب ، دون أن يدري أو يقصد في غالبية الأحوال ، عداوة خطر قديم كامن يكون غالبا على شكل شبح أو روح مترصدة شريرة .. وكل هذه السمات المميزة نجدها متمثلة بشدة في قصة ( تحذير إلي الرجل الفضولي ) .
تحذير إلي زائر سيبورج الفضولي !
غلاف المجموعة القصصية 


تدور قصة ( تحذير إلي الرجل الفضولي ) في نزل هادئ ببلدة صغيرة تسمي ( سيبورج ) Seaburgh ،والتي تقع في منطقة ( شرق انجليا ) East Anglia حيث يقضي صديقان عطلة لطيفة هادئة في نزل صغير يكاد لا يوجد به نزلاء سواهما .. أحد الرفيقين ينتمي لتلك المنطقة العتيقة ، ومطلع بشكل جيد على أساطيرها وقصصها القديمة الغامضة ، ومن بينها قصة ( التيجان السكسونية الثلاث ) ، التي تم دفنها في أرض المنطقة ، عبر الساحل ، كنوع من التعويذة الحامية ضد الجرمان الذين تمنعهم القوة السحرية للتيجان من أن تطأ أقدامهم أرض المنطقة .. وحين يقوم الراوي الأول بزيارة إلي أحد الكنائس القديمة بالبلدة يخبره القس بالمزيد عن قصة التيجان الثلاثة ، ويعلمه باسم العائلة التي توارثت حراسة التيجان ، أو ما تبقي منها ، أبا عن جد ، وهي عائلة " آجر " ، التي مات آخر أفرادها " وليام آجر " عن ثمانية وعشرين عاما دون أن يعقب وريث ، مما يعني أن التاج المتبقي قد صار بلا حراسة الآن .. وفي مصادفة طبيعية ، تمتلئ تلك النوعية من القصص بها ، يتعرف الرفيقان على شخص ثالث يقيم معهما في الفندق ، وهما لا يكادا يعرفان عنه شيئا ، وهو يدعي " باكستون " ، يمتلئ مسلك السيد " باكستون " بالأمور المريبة ، ويبدو واقعا تحت تهديد من نوع ما .. بعد أن يتعارف الثلاثة بشكل يسمح للضيف الثالث أن يمنحهما قدرا من الثقة يُفضي إليهما أخيرا بالسر الذي يؤرقه : لقد غامر هذا الرجل بالحفر في أعالي تل منعزل يطل على ( سيبورج ) ، مسترشدا برسالة تركها آخر أفراد أسرة " آجر " في كتاب صلوات يرجع إلي القرن السابع عشر وجده بصدفة حسنة لدي بائع كتب وذخائر قديمة ، وبتدخل قدر من حسن الحظ يضع " باكستون " يده أخيرا على آخر تاج ساكسوني مدفون في شرق انجليا لحمايتها من أقدام الجرمان الغليظة !
تحذير إلي الرجل الفضولي .. المعرفة أيضا لها ثمن فادح !


لكن الرجل لا يبدو سعيدا أو فخورا بكشفه ، إنه يعاني من مطاردة وجود غامض ، غير مادي ، يلازمه منذ أن قرر البحث والتنقيب خلف سر التاج .. وحتى عندما يقوم بعرض التاج على رفيقيه في النزل ، بعد طلب مباشر منهما ، يصر على ألا يدعهما يلمساه معتذرا بأن ذلك لمصلحتهما .. وأخيرا يصارحهما بسره الكبير : إنه يبحث عن طريقة آمنة لإعادة التاج إلي مكانه الأول !

يظن به الرفيقان ظنونا كثيرة في البداية ، ولكن بعد أن يطلعا على معاناته غير الطبيعية ، يقررا مساعدته .. يعاوناه في الوصول إلي التل ، ويقدمان له كل مساعدة ، حتى يرقد التاج أخيرا في نفس الموضع الذي أُنتزع منه .. لكن الأمر لا ينتهي بتلك الترضية الكبيرة للقوي الخارقة التي تحرس التاج !

تبدأ حالة " باكستون " في التحسن ،ويتفق مع الرفيقان ذات يوم على القيام بنزهة في الأراضي المحيطة بالنزل .. لكنه يغادر المكان قبلهما ، تلبية لصوت ينادي اسمه وقد ظنه صوتهما ، ثم يُعثر عليه بالقرب من حصن قديم مصابا بعدة إصابات جسيمة وقد فارق الحياة !
عثر عليه وقد فارق الحياة


المرعب هو الشهادة التي يدلي بها خادم الفندق ، الذي شاهد " باكستون " يتتبع شخصا غير مريء ،ويستدير في أحد مراحل الطريق ليلقي بنفسه عليه .. يتفق الصديقان على عدم الإدلاء بأي بيانات حول ما جري فعلا ويدُفن " باكستون " ، بعد أن تقيد قضية مقتله ضد مجهول ، ويُدفن سره معه ويقرر الصديقان ألا يعودا إلي تلك البلدة الملعونة مرة أخري !

لكن هل حقا كانت هناك ثلاث تيجان تحمي الساحل في تلك المنطقة من هجمات الجرمان في العصور الغابرة ؟!
أسطورة التيجان الثلاثة : عندما آتي الجرمان ومعهم الذعر !

تقع منطقة ( شرق انجليا ) في شرق دولة إنجلترا ، وتحديدها الجغرافي مثار جدال ، لكنها ، وبحسب الرأي السائد تشمل مقاطعات ( نورفولك ) و(سوفولك ) و( كمبرديج شاير ) .. تأسست المملكة بشكل تاريخي موثق ، بعد فترة من حكم سلالة ويفنجا Wuffinga ، تحت حكم " ردوالد " ، وهو أول من تنصر من ملوك المنطقة ، في أوائل القرن السابع ، وقد ظلت المملكة تنعم باستقلالها حتى عام 879 حينما هاجم الفايكنج المملكة ، واشتبكوا مع جيشها في معركة انتهت بهزيمته ومقتل الملك " إدموند " .. وبعدها سكن الفايكنج أراضي شرق انجليا ، وبعد عدة تطورات تاريخية تضمنت معارك وخلافات بين الفايكنج وحروب ضد الدانمركيين المقيمين في شرق انجليا ، دخلت المنطقة في طاعة "إدوارد " ملك إنجلترا ، وصارت من ضمن أراضيها ، وأضحت إيرلية Earldom .
التيجان الثلاثة وضعت لمنع نزول الغزاة على الشاطيء


تتلخص قصة أو أسطورة ( التيجان الثلاثة ) في أن هناك ثلاثة تيجان لها قوة خاصة ،صُنعت في الحقبة الساكسونية ،وتم توزيعها في ثلاثة مرتكزات أساسية حول إنجلترا لمنع نزول الجرمان على الساحل ، تمضي الأسطورة فتؤكد أن أحد التيجان الثلاث قد عُثر عليه في ( ريندلشام ) ، وهو ما ذكره " م ر جيمس " في قصته ، والثاني قد أختفي ، ربما عن طريق طغيان البحر على أجزاء من الساحل ، ولم يعرف مصيره ،وربما يكون قد تحلل نتيجة عوامل جوية ، أما الثالث فلم يتم معرفة مكانه أبدا .
الأسطورة والحقيقة : تيجان ثلاثة في كل مكان !
علم منطقة شرق انجليا يخلد أسطورة التيجان الثلاثة 


لم تستأثر منطقة شرق انجليا بأسطورة التيجان الثلاثة ، ففي مناطق أخري توجد أيضا أساطير مشابهة ، أو مطابقة في بعض الأحيان

ففي السويد يعتبر شعار ( التيجان الثلاثة ) أو Tre Kronor شعار رسميا يعبر عن الإتحاد بين القوي الثلاث ( الملك والبرلمان وحكومة السويد ) .. وقد أرجع البعض هذا الشعار إلي " ألبريكت أوف مكلنبورغ " الذي حكم السويد بين عامي 1366و1389، مشيرا به إلي إتحاد ( السويد وفنلندا ومكلنبورغ ) ، لكن اكتشافا حدث في فرنسا 1982 ، في أفنيون ، حيث عُثر على إفريز يعود إلي عام 1336م يؤكد أن العلم السويدي أحتوي على شعار التيجان الثلاثة منذ عهد سلف " ألبريكت " وربما قبل ذلك بنحو نصف قرن .

ولندرك أهمية شعار التيجان الثلاثة فيجب فقط أن نعرف أنه وبسبب تجرؤ ملك الدانمارك " كريستيان الثالث " على وضع الشعار وتزيين معطفه به ، ثارت حفيظة ملك السويد " جوستاف فاسا " وأنتهي الأمر، بعد صراع دبلوماسي عرف بنزاع التيجان الثلاثة ،باندلاع حرب استمرت سبع سنوات بين البلدين ،وانتهت بالاتفاق على أحقية كلا البلدين في استخدام الشعار الذي صار يرمز ، من ضمن أشياء أخري ، لإتحاد دول اسكندنافيا الثلاث .
التيجان الثلاثة في وسط ستوكهولم عاصمة السويد 


الدانمارك أيضا تستخدم شعار التيجان الثلاثة ،وكان من عادات بحرية مملكة الدانمارك أن توجد ضمن سفنها واحدة تحمل اسم ( التيجان الثلاثة ) ..

وأمتد الاسم إلي حصن Trekroner ( التيجان الثلاثة ) الذي يحمي ميناء كوبنهاجن !

كذلك فإن مقاطعة (جاليسيا ) التي تم تقسيمها بين بولندا وأوكرانيا كان لديها تقليد يقضي بأن يرتدي الجنود معاطف عليها درع أزرق مع ثلاثة تيجان ذهبية .. وتم إرجاع هذا التقليد إلي عدة أسباب وعوامل تاريخية ..

وبرغم انتشار شعار التيجان الثلاثة ،ووصوله عبر أوربا إلي مناطق عدة ، من اسكندنافيا حتى ألمانيا وفرنسا ، بل حتى روسيا وأيرلندا ، لكن يبقي لتيجان شرق انجليا الثلاثة الشهرة الأعظم والأهم .. خاصة بعد أن خلد القصة كاتب بارع بحجم " م ر جيمس " .
عود على بدء :هل أخترع جيمس القصة ؟!

رأينا كيف أن شعار التيجان الثلاثة هو شيء جد شهير ومنتشر ، وقد استخدمته عدة دول وممالك ، وحمله جنود وقادة ينتمون إلي دول كثيرة مختلفة ومتباينة الحضارة في أوربا ، بل إن النزاع بشأنه كان سببا في اندلاع حرب بين مملكتي السويد والدانمارك ، ووجدنا أن الشعار مطبوع منذ عصور سحيقة على علم شرق انجليا ، حينما كانت مملكة مستقلة ، وحتى بعد أن فقدت استقلالها وأصبحت مجرد مقاطعة تابعة لبريطانيا العظمي .. ولكن القصة التي حكاها " باكستون " وزملائه في عمل " مونتاجو رودس جيمس " الشهير ليست لها أسانيد حقيقية !!


باكستون ضحية الفضول القاتل


لم يذكر الكاتب أي مرجع تاريخي أشار إلي قصته حول تيجان ثلاثة مدفونة لحماية ساحل شرق انجليا من هجمات الجرمان ، ولا جري الحديث ، بشكل تاريخي موثق ، عن العثور على التاج ضمن كنز ريندلشام المشكوك بأمره .. وعوضا عن ذلك رأينا شعار مرتبط بهويات ورموز قومية مختلفة ، ولا يتصل بأي شكل بقصص عن تيجان ذات قوة خارقة تحمي سواحل يلفها الضباب والغموض !

التيجان الثلاثة بحسب جولتنا البسيطة هي في غالبها رمز لإتحاد دول أو ممالك ولا شيء يعزز قصة " باكستون " المأساوية !

في معرض مناقشة هذه الفرضية لا يجب أن ننسي أن مؤلف ( تحذير إلي الرجل الفضولي ) هو متخصص في الآثار والتاريخ القديم أصلا .. ولن يشق عليه اختراع حبكة لقصة تبدو تاريخية وحقيقية جدا ، وإلباسها ثوب الوثائق المعتمدة ، دون أن يتفوه بحرف حول المصدر الذي أستقي منه تلك الأسطورة المثيرة ، سواء كان مخطوطات قديمة أو تحف ، أو جداريات أثرية ، أو أحجار منقوشة قديمة .. أو حتى يختصر الأمر ويدلنا على المكان الذي يقبع فيه الكنز ، الذي عُثر عليه برفقة التاج الوحيد الناجي ،ويقدم لنا معلومات مفيدة حول مكان وجوده أو عرضه الآن !

فكرة اختلاق " م ر جيمس " للقصة واردة بشدة ،وقد أشار إليها بعض من كتبوا حول قصته تلك باستفاضة ، مؤكدين على عدم وجود أي سند تاريخي لفكرة التيجان الثلاثة التي تحرس الساحل من غزوات الأعداء ..

وليس أمامنا إلا انتظار كشف أثري ربما يغير وجهة النظر هذه ، ويؤكد على صحة قصة " باكستون " ورفاقه .. وخلال ذلك لابد لنا من الاعتراف بأن السيد " جيمس " قد حبك الأمر جيدا .. وأنه قدم قصة مقنعة من كل الوجوه .. وحتى وإن لم تكن صحيحة بالمرة !

ملحوظة : طبقا لنظرية حديثة يعتقد أن الثلاث تيجان المصورة على علم مملكة شرق انجليا ربما ترمز لثلاثة حصون كانت تحمي الساحل وليس إلي ثلاثة تيجان سكسونية حقيقية .
المصادر :




4 – سلسلة الأدب العالمي للناشئين ( مكتبة الأسرة ) القصص القصيرة الجزء 1

الأهرامات حول العالم


👈الأهرامات .. بلا شك واحدة من أعظم الظواهر التاريخية العالمية التي شهدتها البشرية على كوكبنا, إنها تلك الهياكل الخارقة الضخمة .. التي تقف شامخة تراقب في صمت مرور القرون .. وإندثار الحضارت
.. وتغير الشعوب .. وتبقى قابعة هناك .. محاطة بآلاف الأسرار ..فالإنسان القديم , قد بنى تلك الأهرامات في أماكن كثيرة ومتفرقة في
العالم دون أن يترك لنا إجابات كثيرة .. مثل ما الغرض من بناءها ؟ .. وكيف تم إنشائها في العصور القديمة حيث كانت معظم أدوات البناء الموجودة الآن معدومة ؟, بل كيف تشابهت أشكال الأهرامات في بقاع كثيرة في الأرض , وفي حضارات مختلفة , على الرغم من أن تلك البلاد كان يفصل بينها عشرات الآلاف من الكيلومترات , وكذلك البحار والمحيطات ؟ , فتوجد الاهرامات من أمريكا الجنوبية إلى آسيا ,وأفريقيا , بجميع الأشكال والأحجام , وتُعدّ بلا شك واحدة من أكبر الأسرار التي تحير علماء الآثار والتاريخ .

- وفي هذه المقالة سنعرض لك بعض أسرار الأهرامات في جميع أنحاء الكرة الارضية التي حيرت العلماء ولم يجدوا إجابة عليها حتى الآن ..

أسرار الهرم الأكبر " خوفو " في مصر 


- الهرم الأكبر " خوفو " بالجيزة في مصر , بلا شك يعتبر الهرم الأكثر شهرة على الأرض على مر القرون , وقد ترك هذا الهيكل الحجري الضخم , إنطباعاً محيّراً عند كل من شاهده من العلماء اوالسياح أوالمهندسين المعماريين , وبلا شك تحيط به الأسرار التي حرص الفراعنة على جعلها خبيئة الماضي , فكيف تم بناءه , وما الغرض منه ؟ لا أحد متأكد ! 

على الرغم من ميل العلماء التقليدين إلى الأخذ بفكرة أن الأهرامات إستخدمت كمقابر ولكن لم يستطع أحد أن يحزم الجدال في هذا الأمر... وهذه بعض الأشياء المحيرة عن هرم خوفو .. وبالطبع هناك الكثير , وربما نعرضه في موضوع منفصل 

للهرم الأكبر ثماني أوجه 
- واحدة من أكثر الامور المثيرة للإهتمام حول الهرم الأكبر , هي أن هرم " خوفو " بخلاف بقية الأهرامات على الأرض , يحتوي على 8 أوجه وليس 4 كما في باقي الأهرامات , حيث تظهر الأربعة وجوه مقعرة بعض الشيء , وكأنها منقسمة !ولكن هذا التأثير غير مرئي من الأرض او من بعيد , ولكن يظهر فقط من الجو في ظل ظروف ضوئية معينة , ويمكن إكتشاف تلك الظاهرة من الجو في وقت الفجر وغروب الشمس في إعتدالات فصل الربيع والخريف عندما تلقي الشمس ظلالها على الهرم .
- جدير بالذكر : أن تلك الظاهرة الغريبة تم ذكرها في بردياتالمصريين القدماء , حيث تم ذكر " إنشطار الهرم الأكبر " إلى شطرين في يوم معين من أيام الربيع .
قمة هرم " خوفو " المفقودة 
- إذا نظرت إلى قمة الهرم الأكبر فستلاحظ أن قمته مفقوده , ويعتقد أن تلك القمة كانت مصنوعة من معدن خاص أو من الذهب أو الفضة , وتسمى " تاج الهرم " , وهي أهم جزء فيه , فعلى الرغم من إعتقاد البعض أن الأهرامات بمثابة مقابر لملوك الفراعنة , إلا أن هناك من يعتقد أنها كانت لغرض آخر غير ذلك , فمثلاً المهندس المعماري ميغيل بيريز سانشيز , يعتقد أن قمة الهرم كانت تحتوي على كرة كبيرة غامضة , ترمز إلى عين " حورس " , ومرتبطة فلكياً بالنجم سيريوس , وكان لها مجال كهرومغناطيسي غامض ,وأن هذا المعدن صنع ليمتص طاقة الشمس ويحولها إلى طاقة إيجابية داخل الهرم وبعض الباحثين يزعمون أن هذه القمة كانت على شكل الهرم ولكن بحجم أقل , وأنها أهم قطعه تعطي للهرم غرضه الفعلي , ويعتقد أن هذه القمة أو التاج قد سرقت أو تم تدميرها , ويمكن أن تكون فقدت منذ زمن المسيح عيسى عليه السلام .
الشذوذ الحراري في الهرم الأكبر
- من أحدث الإكتشافات المحيّرة الخاصة بهرم " خوفو " , كانت الدراسة الجديدة والتي سميت بـ ScanPyramids , حيث قام الباحثون بعمل مسح حراري بالأشعة تحت الحمراء داخل الهرم بالعديد من التقنيات المتطورة ليلاحظوا وجود شذوذ حراري في ثلاث أحجار من داخل هرم " خوفو " , وهذا الأمر الغريب مازال في مجال الدراسة والبحث .
هل الأهرامات كانت ظاهرة عالمية ؟
- إذا نظرت إلى معظم الحضارات القديمة المعروفة فستلاحظون أنها قامت ببناء الأهرامات في الماضي السحيق , وكل من تلك الشعوب كانت تمتلك المعرفة الرياضية والفيزيائبة والهندسية والفلكية , والتي إستخدمتها في بناء الأهرامات , فهناك العديد من الصيغ الرياضية والفلكية التي تشكل جزء لا يتجزأ في قياسات الهرم الأكبر ووضعه وميله , كما يشير الهرم الأكبر إلى النجم القطبي ألفا دراكونيس , بالإضافة إلى أن الأهرامات الثلاثة " خوفو وخفرع ومنقرع " تمثل تجسيداُ لكوكبة الجوزاء المكونة من ثلاثة نجوم , تشبه مواقعها مواقع الأهرامات الثلاثة , ونفس الامر ينطبق على هرم " أبي رواش " الذي يتوافق مع نجم كابا الجبار, وهرم "زاوية العريان" الذي يمثل نجم غاما الجبار, كما ان الهرم الأكبر خوفو من الناحية الهندسية كان متقناُ إلى حد بعيد , حيث أن مقدار الاختلاف عن اتجاه الشمال لا يزيد عن 3′6″ نحو الغرب, فيعتبر من أكثر البناءات دقة في الأرض , وهذه الصفات الموجودة في الهرم الأكبر مماثلة لأهرامات الأمركيتيين , فأهرامات مصر , والسودان , والمكسيك , وأمريكا الجنوبية كلها متماثلة في كثير من الخصائص , حتى أن العلماء غير قادرين على فهم كيفية ان الهرم الأكبر " خوفو " في مصر , وهرم الشمس في تيوتيهواكان , لديهم نفس مساحة القاعدة وهي 750 متر مربع !.
هل الأهرامات إستخدمت كمقابر ؟
- الحقيقة الواضحة أمامنا , هي أن الأهرامات لم تستخدم كمقابر لدفن الملوك , لا في مصر القديمة ولا في أي دولة أخرى , والسبب في ذلك هو انه لم يتم حتى الآن العثور على أية مومياوات داخل الاهرامات سواء في هرم خوفو أو في الأهرامات الكثيرة الموجودة في الأمركيتين , ولكن على الرغم ن ذلك يعتقد العلماء التقليديين أن المومياوات كانت موجودة داخل الأهرامات ولكنها سُرقت , ولكن إذا كان الأمر كذلك , لما لا توجد أية آثار أومؤشرات تدل على أن هذا المكان أُستخدم كمقبرة ! .
هرم الشمس في تيوتيهواكان
- في عام 1906 , كان هناك إكتشاف مدهش في تيوتيهواكان في البرازيل , حيث عثر العلماء على طبقة سميكة من الميكا على قمة هرم الشمس , والغريب في الأمر أن معدن الميكا يستخدم في المكونات الكهربائية والالكترونيات ,وفي أنظمة الصواريخ , وأجهزة الليزر , والإلكترونيات الطبية , وأجهزة الرادار, إذا ماذا كانت تعمل الميكا في هرم الشمس منذ آلاف السنين ؟ ! 
هل هرم جونونج بادانج هو اقدم بناء حجري في التاريخ ؟
- يعتقد العلماء ان هرم جونونج بادانج Gunung Padang في اندونيسيا هو أقدم الهياكل الهرمية التي بناها الإنسان على سطح هذا الكوكب , فنتائج الكربون المشع يرجع تاريخها إلى حوالي 14,000 قبل الميلاد , ويعتقد الباحثون ان الهرم خصص للعبادة أو تم إستخدامه كأداه فلكية , ويحتوي على غرف كبيرة وسلالم وبوابات مدفونة على عمق كبير أسفل الهرم .🙋

سواد بن غزية

👈سَوَاد بن غَزِيَّة الأنصاري من بني عدي بن النجار، وقيل: هو حليف لهم من بني بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. شهد غزوة بدر والمشاهد بعدها، وهو الذي أسر خالد بن هشام المخزومي يوم بدر
وكان رضي الله عنه يحب رسول الله ، وقد ظهر هذا الحب يوم بدر.
حب سواد بن غزية الكبير لرسول الله صلي الله عليه وسلم :
عدل رسول الله صفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل من الصف، فطعن رسول الله في بطنه بالقدح وقال: "استوِ يا سوادُ بن غزية". قال: يا رسول الله، أوجعتني وقد بعثك الله بالحق، فأقدني. قال: فكشف رسول الله عن بطنه، ثم قال: "استقد". قال: فاعتنقه وقبَّل بطنه. فقال: "ما حملك على هذا يا سواد؟" فقال: يا رسول الله، حضر ما ترى فلم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك. فدعا له رسول الله بخير، وقال له خيرًا
هؤلاء هم صحابة رسول الله، كانوا يحبون النبي أكثر من أنفسهم، ويقدمون أرواحهم رخيصة فداء له، ولا يبغون من الدنيا شيئًا إلا مرافقته .
بعث رسول الله سواد بن غزية أخا بني عدي من الأنصار وأمَّره على خيبر، فقدم عليه بتمر جنيب يعني الطيب، فقال رسول الله: "أكل تمر خيبر هكذا؟" قال: لا والله يا رسول الله، إنا نشتري الصاع بالصاعين والصاعين بثلاثة آصعٍ من الجمع. فقال رسول الله: "لا تفعل، ولكن بع هذا واشتر بثمنه من هذا، وكذلك الميزان"🙋

Blogroll

توفيق الحكيم
 احسان عبد القدوس
محمد حسانين هيكل
 اجاثا كريستي
توفيق الحكيم
 احسان عبد القدوس
محمد حسانين هيكل
 اجاثا كريستي
توفيق الحكيم
 احسان عبد القدوس
محمد حسانين هيكل
 اجاثا كريستي