👈كيتي .. الشابة الأمريكية العصرية ، تلك الفتاة التي تحب الحرية و تهوى الموسيقى و الرقص ،
هي بطلة حياتها :
ولدت كاثرين "كيتي" جينوفس في السابع من يوليو عام ۱۹۳٥م في بروكلين نيويورك ، لوالدين
من أصول
إيطالية ، فوالدها هو فنسنت جينوفس ، كان يدير شركة "باي ريدج" لتوريد المعاطف ،
أما والدتها فكانت تدعى ريتشل جينوفس و كانت ربة منزل ، و قد عاشت الأسرة في حي للطبقة
العاملة الإيرلندية و الإيطالية في بروكلين .منذ سن مبكرة عرف عن كيتي طاقتها الإيجابية و حبها للحياة ، كانت يطلق عليها لقب الثرثارة كما
أنها معروفة في المدرسة بحبها لحصص اللغة الإنجليزية و الموسيقى .
بعد المدرسة الثانوية ، انتقلت عائلتها إلى نيو كانان بولاية كونيتيكت ، و لكن كيتي اختارت عدم
الانتقال معهم فهي قد أحبت مدينة نيويورك و فضلت البقاء فيها .
تنقلت بين عدة أعمال ، فمن سكرتيرة إلى نادلة ثم مضيفة و ساقية .. و في نهاية المطاف استقرت
على عملها كمديرة في حانة إيفز في هوليس كوينز ، و كانت تعمل في وجبتي الصباح و المساء
بجد و نشاط للحصول على مرتب جيد ..
كان هدفها تجميع ما تحصل عليه من نقود
لافتتاح مطعم إيطالي خاص بها يريحها من
عناء العمل عند الغير .. كانت بطبيعتها
تحب الاستقلال .. و كامرأةٍ مستقلة كانت
دائماً ما تقول لوالدها حين يبحث لها عن
زوج " لا يستطيع أي رجل أن ينفق علي لأنني أجني أكثر منه " ، و في عام
۱۹٦۳م انتقلت مع صديقتها للسكن في شقة
تقع في حدائق كيو جاردنز كوينز .. إلى
الآن حياتها سعيدة عمل و أحلام و
طموحات ، لكن هل هذا سيدوم و هل
ستحقق حلمها بافتتاح المطعم ؟ بالتأكيد لا
.. فقد شاء سوء حظها أن تلتقي بمجرم
متعطش للدماء لتكون إحدى ضحاياه ..
يوم وقوع الجريمة :
غادرت كيتي عملها حوالي الساعة الثالثة
في الثالث عشر من مارس من عام
صباحاً
۱۹٦٤م ، كانت متحمسة بشدة للوصول
للمنزل لأنها الذكرى السنوية الأولى مع صديقتها "ماري آن" و كانت الصديقتان قد أعدتا لذلك
حفلةً صغيرة يسترجعان فيها ذكرياتهما المشتركة و يخططان فيها للمستقبل ..أوقفت سيارتها في محطة السكك الحديدية و بدأت في المشي إلى شقتها القريبة ، لم تكن تعلم أن
"ونستون موسلي" يختبئ في مكان قريب منها .. و موسلي رجل متواضع عمره ۲۸ عاماً ، كان
يعمل في قواعد البيانات في شركة أجهزة ، ترك زوجته و ابنيه نائمين و ذهب في حوالي الساعة
ليبحث عن ضحية و معه سكين صيد مسننة في جيبه ، أخذ يتسكع بسيارته في
الواحدة صباحاً
الشوارع و الأحياء لمدة طويلة و في الساعة الثالثة صباحاً شعر باليأس لأنه لم يجد فريسته لتلك
الليلة ، لكنه فجأة لمح امرأةً شابة ذات شعر داكن تدخل في سيارة فيات حمراء ، و سرعان ما
انعطف و تبعها و عندما توقفت توقف معها .كانت حدائق كيو هادئة في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل ، حيث أن الصيدلية و المقهى كانا
مغلقين و نوافذ الشقق مظلمة فمعظم الناس نيام ، و وسط هذا السكون اتجهت كيتي إلى شقتها لكنها
سمعت فجأةً صوت خطوات شخص ما يمشي خلفها ، أحست بالخطر فبدأت تسرع في مشيتها ما
جعل موسلي " و هو الذي كان يتبعها " يسرع أيضاً ، لذلك أخذت تجري و قلبها يكاد يخرج من
مكانه من أثر الانفعال لكن موسلي لحق بها و تمكن من طعنها و ما كاد يفعل حتى صرخت قائلةً "
يا إلهي ! لقد طعنت " و بكت بشدة و يظهر أن أحد الجيران و اسمه "روبرت موزر" رأى ما
يحدث فصرخ " أترك الفتاة ! " عندها تشتت ذهن موسلي و ارتبك و لم يعرف ماذا يفعل فاستغلت كيتي الفرصة و أخذت تحاول السير و هي تنزف للوصول إلى شقتها لكنها انهارت عند الدرج ..
في البداية من الخروج ، لكنه عندما لم يسمع صفارات
جلس موسلي في سيارته و كان خائفاً
الشرطة أو الإسعاف عزم على إنهاء ما بدأه فهذه ليست تجربته الأولى في القتل !!
خرج من سيارته و وجد كيتي تنزف و تتألم و ما كادت تراه حتى انتابها الرعب ، قام بطعنها عدة
مرات ثم اغتصبها بوحشية و سط مقاومتها على الرغم من جراحها ، و عندما انتهى من ذلك سرق
مبلغ ٤۹ $من محفظتها و تركها و هي بالكاد تتنفس .أحد الجيران و صديقة كيتي "صوفي فارار" سمعا الضجة فهرعا لنجدتها ، أمسكت صوفي بيديها
و بدأت بتهدئتها و في الساعة الرابعة صباحاً و بعد مرور أكثر من نصف ساعة على الهجوم قام
أحد الجيران و يدعى " كارل روس" بالاتصال برجال الشرطة اللذين وصلوا مع الإسعاف .. تم نقل كيتي إلى مشفى كوينز العام حيث لفظت هناك أنفاسها الأخيرة متأثرةً بجراحها .و في المشرحة تعرفت صديقتها "ماري آن" على جثتها ، و أشار تقرير الطبيب الشرعي بأن كيتي
تعرضت لثلاثة عشر طعنة و العديد من الجروح بسبب الدفاع عن النفس ، و في الحقيقة كيتي
دافعت عن نفسها و قاومت و كادت أن تعيش لو أن المساعدة وصلت إليها قبل الهجوم الثاني للقاتل
.القبض على القاتل و محاكمته : بعد ستة أيام على الجريمة تم القبض على موسلي إثر قيامه بعملية سطو ، و هناك اعترف بقتل
ثلاثة نساء و هن : آني جونسون و عمرها أربعة و عشرون عاماً ، باربرا كراليك و التي تبلغ من
بطلة مقالنا كيتي جينوس ، كما و اعترف أنه قام بالعديد من
العمر خمسة عشر عاماً ، و أخيراً
عمليات السطو و الاغتصاب .تمت محاكمة موسلي و حكم عليه بالإعدام في الخامس عشر من يونيو عام ۱۹٦٤م ، لكن تم
تخفيض الحكم في وقت لاحق إلى عشرين عاماً ، تمكن موسلي من الهرب من السجن في عام
۱۹٦۸ م حيث أجريت له عملية جراحية بسيطة في مشفى ماير في نيويوك و في طريق العودة
للسجن هاجم حارسه و استطاع أخذ سلاحه منه و فر هارباً .. لجأ موسيلي في أثناء هربه إلى
منزل السيد و السيدة ماثيو و استطاع تقييدهما بعد أن هددهما بسلاحه و بقي عندهما 3 أيام و
عندما أحس باقتراب الشرطة منه أخذ سيارتهما و أكمل طريق هربه بعد أن قام باغتصاب السيدة
ماثيو .. و أثناء ملاحقة رجال الشرطة له اتجه إلى منزل آخر و أخذ امرأةً و ابنتها رهينة و بقيتا
عنده لمدة ساعتين استسلم بعدها و لم يمسس الرهائن بسوء ..
أدت محاولة هربه الفاشلة إلى إضافة 15 سنة على مدة سجنه درس خلالها و حصل على ليسانس
الآداب في علم الاجتماع من جامعة نياغارا و بعدها أصبح يحق له طلب الإفراج
المشروط لكن المحكمة رفضت طلبه بسبب
سمعته السيئة و ما ارتكبه من جرائم ، و
مع ذلك لم ييئس و ظل يتقدم بطلب الإفراج
المشروط على مدار عدة سنوات و في كل
مرة كان يقابل طلبه بالرفض ، حتى توفي
في السجن في الثامن و العشرين من مارس
عام ۲۰۱٦م عن عمر ناهز الـ ۸۱ عاماً .التغطية الإعلامية :بعد أسبوعين من مقتل كيتي كتب "مارتين
غانسبرغ " مقالة بعنوان " السبعة و
الثلاثين اللذين شاهدوا عملية القتل و لم
يستدعوا الشرطة " و العنوان الملفت للانتباه أثار نقاشاً و جدلاً واسعاً حول "اللامبالاة" المقلقة
يقتل امرأة و لم
المحيطة بالأحداث ، حيث أن سبعة و ثلاثين من الرجال المحترمين شاهدوا رجلاً
يحركوا ساكناً !!
يعرف
نفسياً و اجتماعياً
في العام ۱۹٦۸م ، وضع كل من "جون دارلي" و "بيب لاتن" مفهوماً
بإسم متلازمة جينوفس أو (تأثير المارة) ، بعد أن أصبحوا مهتمين بردود غير المبالين بقتل كيتي
.. تأثير المارة يشير الى أن الأشخاص أكثر عرضة للمساعدة عندما يكونون لوحدهم بعكس إذا
كانوا بصحبة الآخرين ، و من هنا ولدت الدراسات النفسية حول سلوك المساعدة .كما أنه تم إنتاج العديد من البرامج التلفزيونية و الكتب عن قصة الشهود اللذين لم يفعلوا شيئاً ،
حيث صورت بعض البرامج التلفزيونية عام ۱۹٦٥ الضرب الوحشي الذي تعرضت له كيتي ، كما
تم تأليف عدة أغاني تصور مقتل كيتي و عدم تدخل أحد لمساعدتها ، و أيضاً مثلت الأحداث في
السينما عام ۱۹۹۹ ، و في عام ۲۰۰٦ تم إنتاج فيلم وثائقي يصور أحداث الجريمة و ملابساتها ،
و اعتبر الكثيرين أن قصة مقتل كيتي تعبر عن القسوة و اللامبالاة بحياة الإنسان في المدن الكبيرة
عموماً و في مدينة نيويورك خصوصاً .
بالإضافة لذلك كان لمقتل كيتي الفضل في اعتماد البلاد عام ۱۹٦۸م نظام ۹۱۱ ) في وقت مقتل
في تأخر الاتصال بالشرطة ) لذلك
كيتي كان الاتصال يستغرق وقتاً طويلاً و قد يكون ذلك سبباً
أطلق على هذه القضية .. الجريمة التي غيرت أميريكا .المبالغة في ذكر وقائع القضية :جدير بالذكر أنه في عام ۲۰۰۷ تمت دراسة القضية و وجد أن الوقائع لم تذكر على حقيقتها حيث
في عدد الشهود الذي ذكر في عدة مقالات على أنه 38 شاهد و
كان هناك عدة مبالغات خصوصاً
صورة لقبر كيتي جينوفس
الحقيقة أنه لم يكن هناك هذا العدد الهائل من الشهود ، حيث ذكرت تحقيقات الشرطة بوقتها أن
الشهود ربما كانوا اثنا عشر و هم عبارة عن بعض الجيران الذين ظنوا عندما سمعوا صوت
العراك أنه ناتج عن عراك مخمورين عشاق أو أصدقاء فمثل هذه العراكات كثيراً ما تحدث كما أنه
في ذلك الوقت كان يظن بأنه لا
يجوز التدخل في شجار ناشب بين
رجل و زوجته أو حبيبته و هناك
نقطة أخرى و هي أنه لا يوجد
شاهد واحد شهد الحادثة من أولها
لآخرها فهجومي القاتل كانا في
منطقتين مختلفتين و هكذا فإن
الضجة التي أثيرت حول عدد
الشهود و عدم اهتمامهم بإخبار
الشرطة تحمل الكثير من المبالغة
.. و يعزو البعض هذه المبالغة إلى
عدم التغطية الصحفية الدقيقة
للحادث كما أنه كون علماء النفس
و الاجتماع اهتموا بهذه القضية و
أخذوا يدرسونها كمثال على ردة فعل المارة تجاه هكذا حوادث فحتماً ستكون للقصة فائدة و تأثير
أكبر على الطلاب عندما تكون الأحداث مبالغ فيها بهذا الشكل الدرامي !!ختاما :بغض النظر عن عدد الشهود فإن الحقيقة تبقى واحدة ، وهي أن كيتي راحت ضحية في جريمة قتل
لا لشيء ، فقط لأنها عادت من عملها في وقت متأخر و جعلها حظها العاثر تمر بسيارتها من أمام
رجل يهوى القتل عموماً و قتل النساء خصوصاً لأنهن على حد قوله الأضعف و الأقل مقاومة ، و
هكذا قتلت كيتي و قتل معها حلمها بافتتاح مطعم يقدم الوجبات الإيطالية .
قصتي الأولى في موقع كابوس ، قصة مقتلها كانت صدمة بالنسبة للمجتمع الأمريكي ،
فتعالوا لنعرف كيف حدث هذا ..🙋
|
تم إلقاء القبض على موسلي بعد ستة أيام من إقدامه على قتل كيتي |
|
شهدت حادثة مقتل كيتي تغطية إعلامية واسعة تندد بالإهمال و اللامبالاة التي أخرت
وصول الشرطة إلى موقع الجريمة |
|
إلى اليمين صورة كيتي ، في الوسط والدها و هو يحمل صورتها
عندما كانت طفلة ، إلى اليسار موسلي و هو مكبل بالأصفاد |
|
تنقلت كيتي بين عدة أعمال آخرها كان مديرة في حانة |
|
عرف عن كيتي طاقتها الإيجابية و حبها للحياة |
|
صورة لقبر كيتي جينوفس |
|
موسلي بعد أن تقدمت به السن و هو في السجن |
|
موسلي .. القاتل |