•  الشاعر نزارقباني
  •  
 الكاتب يوسف القعيد
  •  الدولة الأموية
  •  الخلافة الراشدة

جنون جاسر من ماتون


👈تاريخنا الحديث مليء بملفات الجرائم والهجمات والظواهربداية الهجمات :في عام 1933 و في منطقة ريفية من مقاطعة بوتيتورت في ولاية فرجينيا ادعى رجل اسمه كال هوفمان هو زوجته و أسرته المكونة من ستة أطفال وصديق للعائلة أنهم حوصروا في منزلهم من قبل مهاجم غريب

، وفقا لشهادة "هوفمان" في حوالي الساعة العاشرة ليلاً هوجمت زوجته من شرفة المنزل بغاز رائحته غريبة و على الفور أصيبت هي و أطفالها بتشنجات و ضيق في التنفس و دوار شديد ، لم يعرف هوفمان ماذا حدث لهم فاتصل بصديقه لمساعدتهم و عندما جاء صديقه كانت الزوجة أطفالها قد بدؤوا بالتحسن ، ظل هوفمان وصديقه يحرسون المنزل حتى منتصف الليل وعندما رحل صديق هوفمان تمت مهاجمة المنزل مرة أخرى و لكن هذه المرة انتشر الغاز في كامل المنزل فأصيب هوفمان بالغاز وفقد الوعي, و أصيب أحد أبناء هوفمان و يدعى " اشبي 19 عام " بالغاز وكان في حالة خطرة و كاد أن يفقد , ومع قدوم الشرطة و فتح التحقيق حياته لم يجدوا أي أثر للغاز أو المهاجم ، لكنهم وجدوا آثار لحذاء امرأة عند شرفة المنزل , وبعض فحص الطبيب الشرعي للمنزل و الضحايا لم يستطع التعرف على نوع الغاز المستخدم وسرعان ما تم إغلاق التحقيق ونسبه لمجهول  بعد هذه الحادثة وقع هجوم آخر في بلدة قريبة من كلوفرديل و الضحية رجل يدعى كلارنس و يملأ المنزل , حاول أن يتفقد زوجته و طفليه ، عندما كان كلارنس يدخل منزله لمح ضباباً غريباً هذا الضباب اعتقاداً منه أنه حريق و لكن سرعان ما فقد وعيه ، حاولت زوجته جره إلى خارج المنزل لكنها أحست بالاختناق وتورمت عينيها بشده لدرجة أنها فقدت النظر لعدة أيام ، عندما وصلت الشرطة هذه المرة شاهدت الغاز في المنزل قبل أن يتلاشى فحاولوا بسرعة معرفة مصدر الغاز لكنهم لم يجدوا شيئا ومجددا وجدوا آثار لخطوات المهاجم أسفل شرفة المنزل لكن هذه المرة لم يستطيعوا تحديد هل هو رجل أو امرأة ، قامت الشرطة بعملية بحث موسعه عن أي آثار للمهاجم و ساعدها الكثيرين من المتطوعين لكن بلا نتيجة فأغلقت القضية مجدداً و نسبت لمجهول .بعد ثلاث أيام ظهرت حادثة جديدة حيث هوجمت أم و ابنها في منزلهم لكن هذه المرة كان هنالك شهود عيان قاموا بوصف المهاجم على أنه يرتدي معطف أسود طويل وقناع غاز أسود و كان يمتلك جسداً ضئيلاً لذلك اعتقدوا أنه امرأة , بعد هذه جداً الهجمة أعلنت رئاسة المقاطعة عن مكافأة كان 500 دولار لمن يدلهم على المهاجم , هذا مبلغ كبير في ذلك الوقت بسبب الكساد الكبير وهنا ازدادت شهرة المهاجم و لقبته العديد من الصحف بعدة أسامي مثل " متصيد التخدير " , و " شبح التخدير ", و " جنون جاسر " , بعد ذلك قام جاسر بالهجوم على المنازل بشكل روتيني تقريباً كل أسبوع مما اضطر الجمعية العامة لولاية فيرجينيا لإصدار قانون مخصص لهذا المهاجم و ينص على أنه انه إذا قام أحد باستعمال الغاز لمهاجمة المدنين بقصد أو بغير قصد سوف يحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات مشددة وقد يصل الحكم إلى الإعدام . , أولهم صيدلي لم يردع هذا القانون جاسر من مهاجمة الأبرياء ففي ليلة واحده هاجم ثلاث ضحايا كان يغلق صيدليته ، فوجئ برجل يرتدي قناع غاز و معطف أسود و في يده أنبوب غاز مثل الذي يستعمل في رش المبيدات الحشرية ، بدون أي تردد هاجمه الرجل بالغاز و أفقده الوعي ، أصيب إلا بعد شهور من العلاج .. بعد ذلك هوجمت الضحية الثانية و الصيدلي بشدة و لم يشفى تماماً في منزله عندما هوجم بالغاز من الشرفة لكنه ادعى أنه كان يدعى " ريمون إيتر " ، كان جالساً بسبب الغاز فلم يعرف إذا كان أصابه أم لا ، لكنه كان مخدراً رأى المهاجم و أطلق عليه النار , أما الضحية الثالثة كان يدعى " جورج سي رايلي " و كان من عائله مرموقة و له الكثير من الأقارب في الشرطة ، و بعد أن هوجم أبلغ الشرطة و على الفور أقيمت العديد من الحواجز والدوريات في كل منطقته تقريباً ، لكنهم لم يجدوا شيئا كالعادة و كأن جاسر لم يوجد من الأصل و قد تم الإبلاغ على العديد من الهجمات خلال هذا الشهر .الهجوم على كنيسة عندما كان الناس يصلون في الكنيسة فوجئوا بامتلاء الكنيسة بغاز غريب و ضبابي , أصيب جميع من في الكنيسة و لكن هذه المرة الأعراض كانت مختلفة حيث كان الجميع في حالة هستيريا وخوف وكانوا يتفوهون بكلمات غير مفهومة ، بعد هذه الحادثة نظم العديد من الأهالي أنفسهم وقاموا بعمل دوريات في جميع أنحاء المدينة و بعد ذلك بأسبوع هوجمت عائلة رجل يدعى سكايج .. كان سكايج في منزله هو وزوجته و أطفاله الخمسة عندما تمت مهاجمتهم بنفس الطريقة المشهورة من شرفة المنزل ، لكن هذه المرة كان ضابط يدعى ليمون يقوم بدورية في المنطقة عندما عندما ذهب في المنزل , سمع صوتاً غريباً فكان جميع لتفقد المنزل وجد منظراً غريباً أفراد العائلة يحاولون إيذاء أنفسهم وجرح أيديهم وتكسير المنزل وعلى حد وصفه وجد سكايج يتصرف مثل الكلب المسعور ، ظلوا جميعا على هذه الحالة لعدة أيام حتى تعافوا من تأثير الغاز ولكن بقيت ندوب الحادثة على جميع أفراد العائلة ، و في خلال الأسبوع التالي تم تسجيل 20  هجمة جديدة على مسافة تقدر ب30 ميل وجميعها تمت بنفس الطريقة تقريبا ونفس مواصفات في سنة 1935. جاسر وبعدها توقفت الهجمات نهائياً اختبارات عقلية السيدة كريني و ابنتها أول الضحايا نهاية الهجمات :في بداية عام 1944 في مدينة ماتون في ولاية إيلينوي كانت أول ضحية في المدينة عندما امرأة تدعى " بيرت كيرني " , كانت في منزلها اشتمت رائحة غاز و أصيبت بضيق تنفس وتشنجات عنيفة حتى فقدت الوعي و نقلت إلى المشفى و هي على وشك الموت ، بعدها سجلت الشرطة أربع حالات مماثلة فأصيب جميع سكان المدينة بالذعر, و في المرة الثانية سجلت أول حادثة يترك فيها المهاجم دليلاً وراءه وكان هذا الدليل عبارة عن قطعه من القماش الأبيض .. عندما رجعت سيدة تدعى كارسون إلى منزلها أصيبت بالغاز وظهرت أعراض غريبة هذه المرة عليها حيث انتفخ وجهها حتى تقرح وبدأت بالنزيف الشديد من فمها وأنفها و كادت أن تموت لولا أنه قد تم أخذها إلى المشفى سريعا و تعافت بعد مدة طويلة ، سجلت أكثر من 25 هجمة مماثله وكانت لجميع الضحايا أعراض مماثلة للسيدة كارسون , و طبعا أقامت الشرطة العديد , و كان الأهالي ينظمون مظاهرات عديدة للضغط على السلطة في من الحواجز والدوريات المسلحة المدينة لإيجاد حل لهذه الهجمات ولكن طبعا لم يوقف كل هذا جاسر من أن يهاجم , مجددا وهذه المرة كانت سيدة تدعى فيوليت وابنتها رامونا نائمتان في غرفة نومهما في الدور الثالث عندما تمت مهاجمتهم بالغاز و أصيبوا هذه المرة بأعراض شلل جزئي دام لأسابيع حتى تعافوا منه. استمرت الهجمات بلا توقف ، هوجمت مديرة مدرسه ابتدائية و أصيبت بشلل جزئي أيضا و سجلت العديد من الهجمات المماثلة ، حاولت الشرطة و مكتب التحقيقات الفدرالي إيجاد أي دليل على المجرم جاسر ولكن بلا فائدة , و أصدرت في النهاية تقرير تتهم فيه شركه أطلس لصناعة وقود محركات الديزل أنه تسرب من مصنعها غاز "رابع كلوريد الكربون" و هو السبب في هذه الحوادث المتفرقة و أن أوصاف المشتبه به ما هي سوى هلوسة اخترعها الضحايا نتيجة استنشاق الغاز, و أقفلت القضية في يوم 12 سبتمبر في عام 1944 وتوقفت الهجمات بعدها .حقائق ونظريات :قامت شركة أطلس بفتح تحقيق خاص بها وانتهى بنتيجة أن غاز رابع كلوريد الكربون لا يمكن أن , أولا لأنه لا يوجد سوى كميه ضئيلة منه داخل المصنع وجميعها يكون السبب في هذه الهجمات مسجله و موجودة كما هي في المصنع و أيضا الأعراض التي ظهرت على الضحايا لا تشبه أعراض التسمم من غاز رابع كلوريد الكربون ، قبلت الشرطة التحقيق وحكمت المحكمة ببراءة شركة أطلس من التهمه المنسوبة إليها . تجاهلت الشرطة جميع البلاغات المقدمة إليها من الضحايا لإعادة فتح التحقيق, وكان دفاع الضحايا بحوزته حجه مقنعه جدا وهي أن الهجمات التي حدثت خلال سنة 1933 إلى 1935 وسنة 1944 كانت تحتوى جميع تقارير الشهود على نفس أوصاف المهاجم , معطف أسود طويل وقناع غاز أسود و قبعة سوداء وجسد نحيل جدا وتطابق الآثار التي وجدت تحت شرف منازل الضحايا ، لكن رفضت الشرطة البلاغات واعتبرتها أنها مجرد هلوسات أو خرافات و إشاعات وليست حقيقة .ظهرت العديد من النظريات منها أن منفذ الهجوم كان أحد الجنود القدامى في الحرب العالمية الأولى و الذي أصيب بالغاز السام في الحرب وعندما عاد إلى وطنه قرر الانتقام من أهل المدينة بأكملها ، و أيضا ظهرت نظرية تجارب الحكومة على المواطنين لأنه في ذلك الوقت كانت الحكومة الأمريكية تجرب العديد من أنواع الغازات السامة الجديدة لاستعمالها في الحرب العالمية الثانية ضد أعدائها و طبعا نفت الحكومة بشدة هذه النظريات لعدم وجود أدلة لها . وفى عام 2003 ادعى رجل يدعى سكوت مارونا وهو مقيم سابق في مدينة ماتون 1944 أن جميع الهجمات نفذت بيد رجل مختل عقليا يدعى فارلي يويلين ، وقال سكوت الذي كان يدرس في جامعة إلينوي في ذلك الوقت ، أن العديد من الهجمات كانت تحدث حول منزل يويلين وأن أول الضحايا كان أحد أصدقاء فارلى يولين في المدرسة الثانوية ، و كان يساعده في الهجمات أختيه فلورنسا و كاثرين يويلين ، وأنهم قد نفذوا العديد من الهجمات لإبعاد الشبهة عن أخيهم ولكن في النهاية لم يتم إثبات هذه النظرية وظل لغز جنون جاسر أحد أكثر القضايا جدلاً في تاريخ أمريكا الحديث ، حاول العديدون على مر 80 سنه حل هذا اللغز المحير ولكن بلا نتيجة .حوادث أخرى غامضة :في عام 1980 و في مدينة كيركبي في مقاطعة آشفيلد في بريطانيا داخل معرض يدعى Hollinwell صباح يوم الأحد كان هنالك مهرجان كبير لاستعراض مواهب الأطفال ، كان ينوب عن كل مدرسة فرقة استعراضية ، عندما بدأت إحدى الفرق الاستعراضية بالعزف فوجئ المشرفين والمدرسين و أهالي الطلاب بتساقط الأطفال على الأرض بشكل متزامن ، سقط حوالي 300 طفل على الأرض وظهرت عليهم أعراض التسمم وضيق التنفس ، ليس الأطفال فقط من فقدوا الوعي و سقطوا أرضا بل بعض من أهالي الأطفال والبالغين الحاضرين في المعرض فقدوا وعيهم و حتى الحيوانات أصيبت ، وجدت بعض الخيول فاقدة الوعي على مقربة من المعرض ، و عندما وصلت الشرطة إلى المعرض صدموا من المنظر و على حد وصفهم كان يبدوا مثل مشاهد الحرب ، الأطفال ملقيين على الأرض و الأمهات تصرخ في كل مكان ، تم نقل المصابين إلى المستشفيات وعلى الفور بدؤوا بالتحقيق فيما حدث فقاموا بفحص قاموا بفحص وتحليل مياه الشرب الموجودة في المكان و لم يجدوا أي أثر لشيء غريب و أيضاً الطعام ولم يجدوا به أي شيء ، اشتبهوا في المبيدات المستعملة على الأعشاب الموجودة في الأرض و لكن وجدوها غير مؤذيه ومصدق عليها من وزارة الصحة في ذلك الوقت ، و بعد فحص الضحايا لم يُعرف سبب هذه الحادثة فظهرت العديد من النظريات .. و منها أن إحدى اختبارات الأسلحة في الجيش البريطاني هي السبب في هذه الحادثة أو أن إحدى السفن الفضائية اليوفو كانت تمر فوق المعرض في ذلك الوقت وقامت بتسميم الأطفال عن طريق الإشعاع الخاص بها بناءاً على مشاهدات مزعومة للأطباق الطائرة من بعض المزارعين في المنطقة .. و على مر أكثر من 25 سنه لم يستطع أحد فهم ما حدث أو معرفة مصدر المادة المسببة للتسمم أو حتى ما هي خواصها و إلى يومنا هذا تعد إحدى أكثر القضايا غموضا في بريطانيا والتي لم تحل بعد .ملاحظة لم أذكر أن أياً من هذه الحوادث تسببت بوفاة أحد لأن معظم الضحايا تعافوا بعد تسممهم بفترة و لكن هنالك قله ماتوا بعد تعرضهم للغاز أو التسمم بوقت قريب وكانت معظم الوفيات بسبب أمراض دماغيه وسرطانات وخلل في الأعصاب لكن لم يتم ربط هذه الوفيات بطريقه مباشره بهذه الحوادث .

والحوادث الغامضة و المحيرة ، و بالرغم من تقدم العلم الحديث إلا أنه لم يوجد حل لمعظم ألغاز هذه القضايا و الملفات ، لعل أشهر هذه القضايا كانت قضية " جنون جاسر " من ماتون "Mattoon of Gasser Mad "أو كما لقبته الصحف والجرائد بشبح التخدير .🙋
أصيبت هي و أطفالها بتشنجات و ضيق في التنفس


يرتدي معطف أسود طويل وقناع غاز أسود

الإعلان عن الهجمات في الجرائد

السيدة كريني و ابنتها أول الضحايا

كان يُساعد في الهجمات من قبل أختيه

صورة حقيقية لما حدث في المهرجان

Blogroll

توفيق الحكيم
 احسان عبد القدوس
محمد حسانين هيكل
 اجاثا كريستي
توفيق الحكيم
 احسان عبد القدوس
محمد حسانين هيكل
 اجاثا كريستي
توفيق الحكيم
 احسان عبد القدوس
محمد حسانين هيكل
 اجاثا كريستي