أفاضت كتب الطب القديمة في الكلام على محاسن الزعتر، فأوصت به لعلاج الربو والروماتيزم وضعف الأمعاء، وأوصت بمزجه مع العسل لإزالة البلغم وقطع البخر وتقوية البصر، كما تحدثت عن قدرته على تحليل الأورام وتلطيف المغص والسعال، والزعتر ينتشر في زماننا في الصحاري والبراري والحقول فمنه البستاني ومنه البري، وأنواعه كثيرة أفضلها المقدسي والأردني واليمني والشامي، ويوجد في محلات البقالة على هيئة عبوات معبئة، كما يوجد في محلات العطارة ورقاً مجففاً على صورته الطبيعية، والعجيب آن الزعتر لا يصيبه التسوس بل من فوائده انه يحفظ الفواكه والخضروات والحبوب من آلافات.. فيما يلي من اسطر على هذه الصفحة من موقع العلاج يقدم الدكتور سليم الأغبري معلومات دقيقة عن عشبة الزعتر.
الاسم
الزعتر أو الصعتر (بالإنجليزية: Thyme) أو السعتر (كما يرد في بعض المعاجم)، وهو اورجان عند الأجانب.
الاسم العلمي: Thymus Vulgaris
وصف النبات
الزعتر هو نبات مشهور من الفصيلة الشفوية، شجيرة الزعتر معمرة عطرية كثيرة الفروع تكون كساء للأرض تعلو إلى حوالي (12) بوصة، أوراقها صغيرة تنبت من الساق، أزهارها وردية أو ارجوانية تزهر منتصف الصيف، وله رائحة عطرية قوية وطعمه حار مر قليلاً منه نوعان وهم: النوع البري والنوع المزروع، ولأنه يعطر الجبال برائحته الزكية يطلق عليه صفة "مفرح الجبال".
الجزء الطبي المستخدم:
تستعمل من نبتة الزعتر الأجزاء فوق الأرضية، أي الجذع والأوراق والأزهار حيث تستعمل طعاماً وشراباً (مغلي الزعتر ومنقوعه)، كما تستخرج منها الزيوت والعقاقير الطبية.
موطنة
ينمو الزعتر في معظم المناطق المعتدلة المناخ، لذلك فهو ينتشر في العديد من دول العالم، لكنه يكثر بصفة خاصة في دول حوض الأبيض المتوسط وفي شبة الجزيرة العربية.
الزعتر ومكوناته الحيوية:
في نبتة الزعتر زيوت طيارة أهمها (الثيمول Thymol) وهي مادة مطهرة ومضادة للبكتيريا وطاردة للطفيليات من المعدة وتنفرد الثيمول برائحة مميزة وطعم حاد، وهناك مادة في الزعتر تسمى (الكارفكرول) وهي مسكنة ومطهرة ومدرة للبول وطاردة للبلغم ومضادة للسموم، ومادة (التانين) وهي مادة قابضة ومطهرة كذلك وتساعد على شفاء الجروح، كذلك يحتوي الزعتر على بعض المواد الراتنجية والدباغية والفلافونية والأحماض العضوية، كما أن الصعتر غني بالألياف الغذائية الضرورية لصحة الجهاز الهضمي، وفي الزعتر مواد مقوية للعضلات؛ تمنع تصلب الشرايين وطاردة للأملاح الضارة.
ما قيل عن الزعتر قديماً
يقول ابن سينا عن الزعتر: "الزعتر مدر للطمث عند النساء كما انه يساعد على علاج التشنج والنزلات المخاطية المزمنة، وهو مقوي للمعدة مفيد لعلاج الربو وضعف الشعب الهوائية والاحتقانات الناشئة عن البرد".
وقال عنه ابن البيطار: "الزعتر يبطل السموم ويحلل الرياح وينشط الأعصاب ويفرح القلب ويقويه ويطهر الدم وينقيه.".
وفي جزئية إبطال السموم أتذكر قصة لا انساها اخبرني بها شيخ كبير في السن حيث رأى خلال تجوله في احد الأودية ذات مرة احد الزواحف وهي تأكل ثعبان وكانت تأكل منه قليلاً ثم تجري باتجاه الزعتر البري فتقضم منها وتعود لأكل الثعبان وهكذا..! فسبحان الله الذي علم هذا الحيوان كيف يتجنب سم الأفعى بأكل الزعتر عليه..!
فوائد الزعتر
- يقضي على الميكروبات: ثبت علمياً أن زيت الزعتر يقتل الاميبا المسببة للدوسنتاريا خلال دقيقتين ويبيد جراثيم القولون ويهلك جرثومة التيفوس ويقضى على ميكروب السل خلال ساعة ونصف وانه يقي من الوباء متى استعمل مع الثوم وحبة ألبركه والعسل ويقوى المناعة المكتسبة.
- لعلاج أمراض الجهاز التنفسي والدوري: مثل السعال الديكي والالتهابات الشعبية والربو وفي هذه الحالة يعمل الزعتر على تليين المخاط الشعبي مما يسهل طرده للخارج كما يهدئ الشعب الهوائية ويلطفها، وكذلك يحتوى على مواد لها خاصية مسكنة للألم ومطهرة ومنشطة للدورة الدموية، وينشط الزعتر عامة كل الوظائف المضادة للتسمم, ويسهل إفراز العرق, ويدر البول، والزعتر يحتوى على مواد مقوية للعضلات مثلاً عضلات القلب، تمنع تصلب الشرايين، يعالج التهابات المسالك البولية والمثانة ويشفي من مرض المغص الكلوي ويخفض الكولسترول.
- فاتح للشهية: الزعتر يعمل على تنبيه المعدة وطرد الغازات ويمنع التخمرات ويساعد على الهضم وامتصاص المواد الغذائية وطرد الفطريات من المعدة والأمعاء إلى جانب أنه يزيد الشهية لتناول الطعام فهو يحتوى على مادة الثيمول التي تعمل على قتل الميكروبات وتطرد الطفيليات من المعدة، أضف إلى أن الزعتر ملطف للأغذية وإذا وضع مع الخل لطف اللحوم وأكسبها طعما لذيدا, وهو طارد للديدان فقد أثبتت التجارب العلمية أن زيت الزعتر يقتل الاميبا المسببة للديزانتاريا في فترة قصيرة ويبيد جراثيم القولون، وهو يزيد في وزن الجسم لأنه يساعد على الهضم وامتصاص المواد الذهنية، ونحب أن نضيف أن الزعتر قد يسبب الإمساك (القبض) أحيانا فيفضل أخذه مع زيت الزيتون.
- مضاد للأكسدة: الزعتر يحتوى على مواد مضادة للأكسدة مما يمكن الاستفادة منه بإضافة زيت الزعتر إلى المواد الغذائية المعلبة.
- منبه للذاكرة: يمكن تناول الزعتر مع زيت الزيتون صباحا وقبل الذهاب إلى المدرسة، فالزعتر منبه للذاكرة ويساعد الطالب على سرعة استرجاع المعلومات المختزنة وسهولة الاستيعاب.
- للشعر واللثة ووجع الأسنان: ويعتبر الزعتر منشطا ممتازا لجلد الرأس ويمنع تساقط الشعر ويكثفه وينشطه، ومضغه ينفع في وجع الأسنان والتهابات اللثة خاصة إذا طبخ مع القرنفل في الماء، ثم ينصح بالتمضمض به بعد أن يبرد، كما انه يقي الأسنان من التسوس وخاصة إذا مضغ وهو اخضر غض فنبات الزعتر عامل مهم في معالجة التهابات الحلق والحنجرة والقصبة الهوائية ويعمل على تنبيه الأغشية المخاطية الموجودة في الفم ويقويها، و يدخل السعتر في معاجين الأسنان فهو يطهر الفم و مضغه يسكن آلام الاسنان.
- الاستعمال الخارجي للزعتر: يوصى باستعمال الزعتر كلما دعت الحاجة إلى تنظيف وتطهير الجروح والقروح والمهبل في حال الظهور السيلان الأبيض، ويستعمل الزعتر أيضا كدواء خارجي، فهو يريح الأعصاب المرهقة، وإذا ما أخذ المرء حماما معطرا من مغلي قوي للزعتر، كانت له فائدة كبيرة، كما أن الأطفال المصابين بالكساح يجدون فيه مقويا ناجحا، وهو شديد الفاعلية باعتباره مهدئا للآلام الروماتزمية والنقرس والتهاب المفاصل، وهو يتيح تحضير مغاطس مقوية تكثر التوصية باستعمالها للأطفال الهزلى، وإضافة (50) غراما من السعتر إلى أربعة ليترات من الماء والاغتسال بها يزيل التعب العام ويخفف آلام الروماتيزم والمفاصل وعرق النسا، وللجمال نصيبه من الصعتر فهو منشط ممتاز لجلد الرأس ويمنع ويوقف تساقط الشعر ويكثفه وينشط نموه.