الجِنكةُ Ginkgo هي عشبةٌ، تُستعمَل أوراقُها عادةً لتحضير مُستحضَرات دوائيَّة، لكنَّها ما زالت بحاجةُ إلى المزيد من الدِّراسَة. وقد استُعملَت في العديد من الأمراض
والعِلَل، لاسيَّما اضطرابات الذَّاكرة، بما فيها داءُ ألزهايمر Alzheimer’s disease. كما استُعملَت في حالاتٍ مرضيَّة تبدو ناجمةً عن نقص الجريان الدَّموي في الدِّماغ، لاسيَّما عندَ المسنِّين، مثل ضعف الذَّاكرة والصُّداع وطنين الأذنين والدُّوار وصعوبة التَّركيز واضطرابات المزاج ومشاكل السَّمع. وتُستعمَل أيضاً في المصابين بضعف الجريان الدَّموي المحيطي، مثل ألم السَّاق خِلال المشي (العَرَج المتقطِّع intermittent claudication)، ومتلازمة رينو Raynaud’s syndrome (استجابة مؤلمة للبرد، لاسيَّما في أصابع اليدين والقَدمين)، ومشاكل الأداء الجنسي ومشاكل العين المرتبطة بالسكَّري. وقائمةُ الاستعمالات طويلةٌ جداً.
تعدُّ عشبةُ الجنكة ذات الفَصِّين Ginkgo biloba إحدى أكثر أنواع الأشجار تعميراً في العالم، حيث يمكن أن تعيشَ هذه الشجرةُ ألفَ سنة. وقد وُصفَ استُعمالُها لمعالجة الرَّبو والتهاب القصبات منذ عام 2600 قبلَ الميلاد.
يمكن أن تتفاعلَ خُلاصاتُ الجنكة مع الكثير من الأدوية، لذلك يجب استِشارةُ الطَّبيب قبلَ استعمالها مع أدويةٍ أخرى.
الأَسماء الشَّائِعة واللاتينيَّة ـ المشمش اليايانِي الفضِّي Abricot Argenté Japonais (Japanese Silver Apricot)، الشَّجرة الأُحفوريَّة Arbre Fossile، البايجو Baiguo، خُلاصَة الجنكة Extrait de Ginkgo (Ginkgo Extract)، الجنكة بيلوبا (ذات الفَصَّين) Ginkgo biloba، Ginkgo Folium، أوراق الجنكة Ginkgo Folium، خُلاصَة اوراق الجِنكة Ginkgo Leaf Extact، بزور الجنكة Ginkgo Seed، عشبة الجنكة بيلوبا Herba Ginkgo Biloba، شجرة كيو Kew Tree، شجرة كزبرة البئر Maidenhair Tree، يين زنغ Yen Xing (Yinhsing)، كزبرة البئر ساليسبوريا Salisburia Adiantifolia.
فوائد الجنكة
نذكر فيما يلي درجاتِ كفاءة الجِنكة استناداً إلى الدِّراسات العِلميَّة:
قد تكون الجِنكَةُ فعَّالةً في الأمراض التَّالية:
داء ألزهايمر والأشكال الأخرى من الخَرَف. ولكن على الرَّغم من أنَّ معظمَ التجارب السَّريريَّة تُبدي دوراً مفيداً للجِنكة في معالجة أعراض داء ألزهايمر وغيره من أشكال الخرف، فهناك بعض النَّتائج المتضاربة، ممَّا يوحي بأنَّه قد يكون من الصَّعب تحديدُ مدى الاستفادة من هذه العشبة.
تحسين مشاكل التَّفكير الناجمة عن التقدُّم بالعمر، حيث يبدو أنَّ تناولَ خُلاصَة أوراق الجِنكَة عن طَريق الفَم يؤدِّي إلى تَحسين مَهارات التَّفكير في بعض المسنِّين الذين لديهم ضعفٌ في الذَّاكرة أو مشاكل في التَّفكير مرتبط بالعمر بدرجةٍ خفيفة أو متوسِّطة. ويمكن أن تؤدِّي خُلاصَةُ أوراق الجِنكَة إلى تحسينٍ جيِّد في الذَّاكرة البصريَّة على المدى القَصير، وسُرعَة المحاكمة العَقليَّة في الأشخاص غير المُصابين بالخرف ولديهم نقص في الذَّاكرة مرتبط بالعمر.
تحسين التَّفكير في الشَّباب والبالغين الأصحَّاء، وتحسين سُرعَة المحاكمة العَقليَّة عندَ من ليسَ لديهم ضعفٌ في الذَّاكرة. وربَّما يكون الجمعُ بين الجِنكَة والجنسنغ ginseng أكثرَ كَفاءةً في تحسين الذَّاكرة من أحد المنتَجين فقط.
حُدوث ألم في أصابع اليَدين والقَدمين بعدَ التعرُّض للبرد (الاستجابة المؤلمَة للبَرد أو متلازمة رينو Raynaud’s syndrome)، حيث يبدو أنَّ خُلاصَةَ أوراق الجِنكَة تُنقِص عددَ النَّوبات المؤلمَة في الأسبوع لدى المُصابين بهذه المتلازمة.
ألم السَّاق خِلال المشي بسبب ضعف الجريان الدَّموي (العرَج المتقطِّع، داء الأوعية المحيطيَّة peripheral vascular disease)، حيث تُشير بعضُ الأدلَّة إلى أنَّ تناولَ الجنكة يمكن أن يزيد من المسافة التي يمشيها المُصابون بضعف الجريان الدَّموي في السَّاقين من دون أن يشعروا بالألم، كما قد يُقلِّل من احتمال الحاجة إلى الجراحَة.
يمكن أن يُحسِّنَ تناولُ الجنكة عن طَريق الفَم أعراضَ الدوخَة واضطرابات التوازُن بشكلٍ ملحوظ.
قد يؤدِّي تناولُ الجِنكَة عن طَريق الفَم إلى تخفيفٍ واضح لمضض أو إيلام الثَّدي والأعراض الأخرى المصاحبة للمُتَلازمة السَّابِقة للحَيض Premenstrual syndrome (PMS)، بشرط أن تبدأَ المرأةُ بتناولها في اليوم 16 من بداية الدورة، وتستمرَّ في ذلك حتَّى اليوم الخامس من الدَّورة.
قد يؤدِّي تناولُ الجنكة عن طَريق الفَم إلى تحسين الضَّرر السَّابق في السَّاحة البصريَّة عندَ المُصابين بزرقٍ من دون ارتفاع ضَغط العين (الزَّرق السَّوي الضَّغط) normal tension glaucoma.
هناك بعضُ الأدلَّة التي تُشير إلى أنَّ تناولَ الجنكة عن طَريق الفَم لمدَّة 6 شهور يمكن أن يؤدِّي إلى تحسُّن ملحوظ في رؤية الألوان عندَ الأشخاص الذين تَضرَّرت الشبكيةُ لديهم بسبب داء السكَّري.
قد تكون الجِنكَةُ غير فعَّالة في الأمراض التَّالية:
الطَّنين tinnitus في الأذنين.
اكتئاب الشَّتاء winter depression عندَ المُصابين بحالةٍ تُدعى الاضطِرابَ العاطِفِي الفَصلي seasonal affective disorder (SAD).
المشاكِل الجنسيَّة المرتبطة بالأدوية المضادَّة للاكتئاب.
الوقاية من أعراض داء الجبال أو داء المرتفعات mountain or altitude sickness عندَ متسلِّقي الجبال.
من المرجَّح أن تكونَ الجِنكَةُ غيرَ فعَّالة في الأمراض التَّالية:
أمراض القلب؛ فتناول الجنكة لا يُنقص احتمالَ الإصابة بالنوبة القلبيَّة heart attack أو ألم الصَّدر أو السَّكتة في المسنِّين.
لا توجد أدلَّة كافية غلى فعَّالية الجنكة في الحالات التالية:
التنكُّس البُقعِيُّ المرتبط بالعمر Age-related macular degeneration (AMD) (في شبكيَّة العين).
القلق.
اضطِرابُ نَقصِ الانتِباه مع فَرطِ النَّشاط Attention deficit-hyperactivity disorder (ADHD).
السَّكتة.
نقص السَّمع.
الألم العَضلي الليفي Fibromyalgia.
الأضرار الجسمية النَّاجمة عن التعرُّض للأشعَّة.
البُهاق Vitiligo.
ارتفاع كولستيرول الدَّم.
تَصلُّب الشَّرايين أو التَّصلُّب العَصيدي atherosclerosis.
الجلطات الدَّمويَّة وأمراض القلب.
سَرطان القولون والمُستَقيم Colorectal cancer.
سَرطان المبيض.
متلازمة التَّعب المُزمِن Chronic fatigue syndrome (CFS).
السُّعال.
الرَّبو.
التهاب القَصبات.
المشاكِل البوليَّة.
اضطرابات الهَضم.
الجَرَب Scabies.
القُروح الجلديَّة.
آليَّة عمل الجنكة
يبدو أنَّ الجنكةَ تُحسِّن الدَّورانَ الدَّموي، ممَّا يُساعد على تَحسُّن وظيفة الدِّماغ والعينين والأُذنين والسَّاقين. كما يمكن أن تُبطئ الجنكةُ داءَ ألزهايمر من خِلال التداخل في التغيُّرات الحاصلة في الدِّماغ والتي تؤدِّي إلى اضطراب التَّفكير. كما تحتوي بزورُ الجنكة على مواد قد تقتل الجراثيمَ والفُطور المسبِّبة للعدوى. وتكون الجنكةُ مأمونةً عندما تُؤخَذ عن طَريق الفَم لدى معظم الناس.
التَّأثيراتُ الجانبيَّة والتَّحذيرات
تحتوي بزورُ الجنكة على على سُمٍّ يمكن أن يؤدِّي إلى تأثيرات جانبيَّة شَديدة، مثل نوبات الصَّرع وفقدان الوعي. كما قد تؤدِّي الجنكةُ إلى تأثيرات جانبيَّة خفيفة، مثل الانزعاج المعدي والصُّداع والدوخة والإمساك وضربات القلب القوية والتفاعلات الجلديَّة التحسُّسية.
يمكن أن تؤدِّي ثمارُ الجنكة ولبُّها إلى تفاعلاتٍ جلديَّة تحسُّسية شَديدة وتَهيُّج في الأغشية المخاطية. وهناك خشيةٌ من أن تؤدِّي خُلاصَة أوراق الجنكة إلى زيادة خطرِ الكدمات والنَّزف، حيث تؤدِّي إلى زيادة سيولة أو ميوعة الدَّم وإنقاص القدرة على التخثُّر.
قد لا تكون الجنكة محمودةً الاستعمال في الحوامِل والمُرضِعات، حيث يمكن أن تؤدِّي إلى ولادة مبكِّرة أو زيادة النَّزف خلال الولادة. أمَّا عندَ الأطفال، فربَّما تكون خُلاصة أوراق الجنكة مأمونة، بينما لا تكون بزورُها كذلك.
ولابُدَّ أيضاً من استشارة الطَّبيب قبلَ استعمال الجنكة إذا كان المريضُ يُعاني من إحدى الحالات التَّالية:
داء السكَّري.
نوبات الصَّرع، لاسيَّما الشَّديدَة.
العُقم، فقد تَحول الجنكةُ دون حدوث الحمل.
الاضطرابات النَّزفيَّة.
الجراحَة، فقد تبطئ الجنكةُ تجلُّطَ الدَّم، وتؤدِّي إلى زيادة النَّزف خلال الجراحَة وفيما بعدها. ولذلك، يجب إيقافُ استعمال الجنكة قبلَ أسبوعين على الأقل من الموعد المُحدَّد للعَمليَّة الجراحيَّة.
قد تتداخل الجنكةُ مع بعض الأدوية. ولذلك، يجب استشارةُ الطَّبيب قبلَ تناولها مع هذه الأدوية، لاسيَّما:
الإيبوبروفين Ibuprofen (دَواءٌ مُسكِّن ومُضاد التِهاب): يُبطئ كلٌّ من الجنكة والإيبوبروفين تجلُّطَ الدَّم. لذلك، يمكن أن يتعزَّزَ هذا التأثيرُ عندَ استعمالِهما معاً، ممَّا يزيد من احتمال الكدمات والنَّزف.
يَنطبق الأمرُ نفسُه على مضادَّات التخثُّر Anticoagulants، مثل الوارفارين Warfarin والأسبرين Aspirin والكلوبيدوغريل Clopidogrel والهيبارين Heparin.
الأَلبرازولام Alprazolam (دَواءٌ مهدِّئ ومُضادٌّ للقَلَق): يمكن أن يؤدِّي استعمالُ الجنكة مع الأَلبرازولام إلى إنقاص تأثيرات الأخير. وينطبق ذلك على أدوية أخرى مُضادَّة للصَّرع، مثل الفنيتوين phenytoin.
البُوسبيرُون Buspirone (دَواءٌ مُهَدِّىء): يؤثِّر كلٌّ من الجنكة والبُوسبيرُون في الدِّماغ، ممَّا قد يؤدِّي إلى زيادة التَّأثيرات العصبيَّة، مثل التهيُّج. وينطبقُ الأمرُ نفسه على الفلوكسيتين Fluoxetine (البروزاك Prozac) [دَواءٌ مُضادٌّ للاكتِئاب].
الهيدروكلورثيازيد Hydrochlorothiazide (دَواءٌ مُدرٌّ وخافِض لضغط الدَّم): يُستعمَل الهيدروكلورثيازيد للمساعدة على إنقاص الوذمة والسَّيطرة على ضغط الدَّم الشِّريانِي؛ وقد يؤدِّي استعمالُ الجنكة معه إلى زيادة ضغط الدَّم. لذلك، يجب التحدُّثُ مع الطبَّيب قبلَ استعمالهما معاً.
الأوميبرازول Omeprazole: يتغيَّر تحطيمُ أو استِقلاب الأُوميبرازول في الكبد عندَ تناول الجنكة، حيث قد يزداد ممَّا يؤثِّر في عمله.