الصبار ينتشر في كل أنحاء العالم بلا استثناء، لهذا عُرف نبات الصبار منذ أقدم العصور واستعمل بسبب خواصه الفريدة والمسهلة، فهو مفيد في علاج كثير من الأمراض
وقد ورد ذكره في كتب الطب النبوي، ويستخدم على نطاق تجاري واسع ويدخل في دساتير العديد من الأدوية الحديثة.. فيما يلي من اسطر على هذه الصفحة من موقع العلاج يقدم الدكتور سليم الأغبري معلومات دقيقة عن الصبار.
وصف النبات
الصبار نبات عشبي معمر يصل طوله إلى حوالي 50 سم، له أوراق خنجرية الشكل ممتلئة بعصارة مائية لا لون لها، حواف أوراقه مسننة شوكية وتُغمّد الأوراق ساق النبات وتنتهي قمة الورقة بشوكة حادة، وتخرج الأوراق من ساق النبات المتقزم في وضع حلزوني، أزهاره كبيرة الحجم، وتظهر على هيئة نوارة عنقودية الشكل نادرة التفرع وللأزهار ألوان مختلفة وفي اليمن يتميز الصبر بأزهاره الصفراء وأوراقه القصيرة وهو أكثر أنواع الصبر انتشاراً فيها يأتي بعدها الصبر الذي يسمى في طب الأعشاب بالصبر الأفريقي، وفي اليمن يسمى "العبلي" وتكون أوراقه قصيرة ولونها أخضر مائل للحمرة وأزهاره برتقالية اللون.
طريقة استخلاص عصارة الصبر
هناك طرق قديمة لاستخلاص عصارة الصبار اللزجة، أشهرها على الأطلاق الطريقة التي يستخلص بها في جزيرة سُقطرى اليمنية، وهناك طرق جديدة مثل العصر البارد لكن من الطرق السهلة طريقة التجزؤ حيث تقطع الأوراق إلى أجزاء صغيرة وتوضع في أوعية من العاج أو القصدير ذات ثقوب في قاعدتها لتسيل العصارة من خلالها وتستقبل في أوعية أخرى وتتكرر هذه العملية كل يومين ثم تتجدد بأوراق أخرى، بعد ذلك تجفف العصارة وتحفظ في أسطوانات من المعدن.
في الطب القديم
- يقول ابن سينا عن الصبر: "إنه ينفع من قروح العين وجربها وأوجاعها، ومن حكة المآق، ويخفف رطوبتها، وله قوة قابضة مجففة للأبدان منومة".
- وقال فيه أبو بكر الرازي: "وهو أيضا نافع للعين مجفف للجسد".
- أما إسحق بن عمران فيقول: "إنه ينفع من ابتداء الماء النازل في العين، وينقي الرأٍس والمعدة وسائر البدن من الفضول المجتمعة فيها".
- وجاء في تذكرة داود الأنطاكي: "أن الصبر من الأدوية الشريفة قيل: لما جلبه الإسكندر من اليمن إلى مصر كتب إليه المعلم أن لا يقيم على هذه الشجرة خادما غير اليونانيين لأن الناس لا يدرون قدرها"، وقال داود أيضاً: "الاكتحال به يحد البصر، ويذهب الجرب والحرقة وغلظ الأجفان، وإن طُبخ بماء الكراث أبرئ أمراض المعدة وأسقط البواسير".
- وقال ابن البيطار عن الصبر: "إنه يدمل الداحس وينفع الأورام والبثور وأوجاع المفاصل وقروح الأنف والفم والعضل التي في جانب اللسان طلاءً وشراباً".
الطب النبوي والصبر
روى أبو داود في كتاب المراسيل من حديث قيس بن راقع القيسي رضي الله عنه أن رسول الله ص قال: «ماذا في الأمرَّين من الشفاء؟ الصبر والثُفَّاء» وفي السنة لأبي داود من حديث أم سلمة قالت: «دخل عليّ رسول الله ص حين توفي أبو سلمة- وقد جعلت عليّ صبراً، فقال: ماذا يا أم سلمة؟ فقلت: إنما هو صبر يا رسول الله ليس فيه طيب، قال: إنه يشب الوجه، فلا تجعليه إلا بالليل، ونهى عنه بالنهار». (يشب الوجه : أي يلونه ويحسنه).
ويعزو العلماء ذلك إلى أن الصبر يحبس الماء في الجلد فيرطبه وينعمه، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال لأم سلمة (إن يشب الوجه).
وحدث عثمان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل إذا اشتكى عينيه وهو محرم ضمدهما بالصبر". رواه مسلم في كتاب الحج.
الاستعمالات الخارجية
- يستعمل عصير أوراق الصبر طازجاً في دهان بشرة الجلد المحترقة من أشعة الشمس وخصوصاً أثناء الصيف على الشواطئ وغيرها، وتستخدمه النساء لترطيب وتنعيم بشرة الوجه والأطراف.
- يخفف آلام الحروق الجلدية ويسرع من التئام الجروح ويزيل البثور وآثار الجروح الحديثة والقديمة.
- يعالج بكفاءة الحبوب التي تظهر بجانب وداخل الفم (الهيربس)، وأغلب الناس يسميها خطأً بفطريات الفم بينما هي تنتج من فيروس يسمى الهيربس سيمبلكس (Simplex Herbs)، ويتم تحضير مرهم طبي من الصبر يباع في الصيدليات تحت أسم: (Aloe Vera Gel).
- يستعمل كدهان لتهدئة آلام المفاصل.
- يعالج بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية والأكزيما.
- تدخل مكونات الصبار في مستحضرات التجميل لترطيب وتنعيم بشرة الجلد، وفي مقويات الشعر والشامبوهات.
- تستخدم النساء في اليمن وجنوب المملكة عصارة الأوراق لفطام الأطفال حيث تدهن حلمة الثدي بالعصارة ونظراً لشدة مرارتها فإن الطفل عندما يلتقم حلمة الثدي يشعر بالمرارة الشديدة فلا يعاود الاقتراب من الثدي وبذلك ينفطم الطفل.
الاستعمالات الداخلية
- يؤخذ الصبر بمقدار (50 إلى 100 ملغ) كمقوٍّ ومليّن لحالات الإمساك، لكن إذا أخذ بكميات كبيرة (200- 500 ملغ) فيحدث إسهالا شديد لكن الأثر لا يظهر إلا في الصباح.
- له مفعول مفيد لقرحة المعدة والتهاب الأمعاء والمغص وحالات سوء الهضم وللزائدة الدودية.
- إذا أخذ بكميات صغيرة (20 – 60 ملغ) ينشط إفراز الصفراء.
- يجب أخذ الحيطة عند إعطائه للحوامل ومرضى البواسير لأنه يحدث احتقاناً في أعضاء الحوض.
الصبار والأبحاث الحديثة
- تأتي الأبحاث الحديثة من أمريكا، لتؤكد ما جاء في الطب النبوي، فقد نشرت مجلة (Cuits) الأمريكية الشهيرة مقالا عن الصبر عام 1986م جاء فيه:
"لقد تبين من خلال الدراسات السريرية الحديثة أن للصبر دورا في معالجة الالتهابات الجلدية الشعاعية، وسحجات الجلد السطحية، وفي تقرح قرنية العين، وفي قروح الرجلين".
- في بحث أمريكي موسع عن التهاب المفاصل الرثواني وهو مرض مؤلم جداً قد يؤدي إلى حدوث تشوه في المفاصل نشرت مجلة النقابة الطبية لأمراض الأقدام بحثا استخدم فيه الصبر موضعيا على مفاصل ملتهبة عند الفئران، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الصبر فعال في علاج هذا الالتهاب، وهكذا نجد الأبحاث العلمية الحديثة تثبت ما جاء في طب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإذا كانت مادة الصبر قد دخلت الموسوعة الصيدلانية الأمريكية عام 1820م.، فقد دخلت موسوعة الرسول عليه الصلاة والسلام الطبية قبل ذلك بألف وثلاثمائة عام.
- توصلت باحثة مصرية إلى اكتشاف علاج جديد لمرض الصدفية الجلدي عبارة عن علاج موضعي آمن كمزيج من صمغ العسل مع الصبار نتاجاً لسلسلة من الأبحاث التي دامت تسعة أعوام، والباحثة الدكتورة أغادير الجمال هي استشاري الأمراض الجلدية ومدير مركز معلومات مستشفيات جامعة عين شمس.
الصَبّر السُقطري (Socatra Aloe Vera)
أوراق الصبار ممتلئة بعصارة لزجة مائية هي الجزء المستخدم طبياً من الصبار والتي تحتوي على المواد الفعالة، تستخرج هذه الخلاصة اللزجة ويطلق عليها حينها اسم صبر (Aloe Vera)، في اليمن على جزيرة سقطرى يتم استخراج أجود أنواع الصبر في العالم ويصدر إلى كثير من الدول، يعمل نسبة كبيرة من سكان هذه الجزيرة الساحرة على استخلاص الصبر منذ مئات السنين، وأهل سقطرى يعتبرون طريقة استخلاص الصبر سر من الأسرار الثمينة؛ كيف لا والصَبّر السُقطري مشهور منذ أزمنة غابرة، ومن لا يعرف عن جزيرة سقطرى، بالتأكيد سيكون قد سمع عن الصبر السقطري، لقد ارتبط أسمه باسم جوهرتهم الغالية وبالتالي أصبح ذكرهم على كل لسان، يتميز الصبر السقطري بطرق استخلاص فريدة قديمة لا زالت مستخدمه حتى الآن، وأهل جزيرة سُقطرى لا يعلمون هذه الطرق لاحد، هم فقط يورثونها جيل بعد جيل، والصبر السقطري علاج فعال للكثير من الأمراض والعلل، إلا أن البعض قد يخشى من استخدام الصبر ويقول ان استخدامه يسبب الإسهال..!. وهذا غير صحيح؛ فاستخدام الصبر بشكل مقنن وبجرع صغيرة وفي وقت محدد لا يسبب أي مشاكل أبدا.