الهولندي الطائر .. نذير شؤم ..
ما أكثر السفن التي ابتلعتها مياه البحار والمحيطات , أو تلك التي أبحرت في رحلة ولم تعد أبدا ولا احد يعلم مصيرها . لكن من بين جميع السفن الغارقة والضائعة فأن واحدة فقط هي من شغلت عقول البحارة وملئت قلبوهم رعبا . إنها سفينة (الهولندي الطائر) , تلك السفينة الشبح التي تعد رؤيتها نذيرا موجبا نحس والشر المستطير .
العديد من القصص والأساطير تحدثت عن سفينة الهولندي الطائر وعن سبب تحولها إلى شبح , معظم تلك القصص أجمعت على أن السفينة حلت عليها لعنة ربانية , باءت بغضب الله نتيجة لغرور وتهور قبطانها
يقال بأن السفينة كانت تابعة لشركة الهند الشرقية وأنها كانت تبحر في رحلات دورية من الهند إلى هولندا , فيما يذهب آخرون إلى كونها كانت سفينة قراصنة تعترض وتنهب السفن التجارية القادمة من الهند عند سواحل أفريقيا الجنوبية .
طبعا في ذلك الزمان , أواخر القرن الثامن عشر , لم يكن لقناة السويس وجود , لذا كان لزاما على السفن المتوجة إلى آسيا أو القادمة منها أن تدور حول أفريقيا برمتها لكي تصل إلى غايتها , كان على الربابنة أن يدورا حول رأس الرجاء الصالح , وهي أقصى نقطة من اليابسة في جنوب القارة الأفريقية وتعرف بمناخها المتقلب وعواصفها المفاجئة .
هبت عاصفة هوجاء ..
وبحسب معظم الروايات , فأن قبطان السفينة الهولندي الكابتن هندريك فاندرديكن , كان يقود سفينته عبر رأس الرجاء الصالح حين تلبدت السماء بالغيوم السوداء فجأة وهبت عاصفة هوجاء عنيفة , فطلب بعض الركاب من القبطان أن يعودوا بالسفينة إلى اليابسة ريثما تهدأ العاصفة , مما أغضب القبطان , الذي ربما كان مخمورا , فراح يزمجر ويصرخ بتهور ملوحا بيده نحو السماء كأنه يتحدى الله ثم وقف عند مقدمة السفينة وراح يصب لعناته وشتائمه الحمقاء على الغيوم ويبصق على الرياح ! .. وأقسم بأنه لن يعود بالسفينة إلى البر قبل أن يعبر رأس رجاء الصالح حتى لو استلزمه ذلك أن يبحر إلى يوم القيامة . وما أن أتم كلامه البليد حتى اصطدمت السفينة بصخرة كبيرة فغرقت وأخذت معها القبطان المغرور وبحارته إلى الأعماق المظلمة والباردة .
ويقال بأن ذلك القسم الذي أطلقه القبطان قبل غرقه تحول إلى لعنة مشئومة حلت على السفينة الغارقة وأرواح أولئك الذين كانوا على متنها , فقد بات عليهم أن يبحروا بالسفينة حتى يوم القيامة , تماما كما قال القبطان , وستظل أرواحهم المعذبة تجوب البحار والمحيطات بلا هوادة إلى أن تأزف الساعة فينفخ في الصور وترتقي أرواح جميع البشر إلى السماء لتواجه بارئها .
يا لها من قصة ! .. لكنها لم تنتهي هنا .. بل للتو ابتدأت .. فمنذ ذلك الحين تواترت عشرات ومئات القصص والحكايات عن السفينة الشبح وربانها الغاضب وبحارتها الملعونين وصارت تزرع الرعب في قلوب البحارة وركاب السفن المبحرين في المياه الجنوبية للكرة الأرضية .
أكثر الروايات رواجا عن السفينة الشبح تزعم بأنها تظهر فجأة وتبدو كما لو أنها تحلق فوق غمامة سوداء . ولهذا أطلقوا عليها أسم (الهولندي الطائر) . لكن هناك أيضا من شاهدوا السفينة وهي تبحر , قالوا بأن أشرعتها تكاد تتمزق من شدة الرياح التي تعصف بها رغم أنه لا وجود لعاصفة والجو صاف والبحر هادئ . وهناك أيضا من زعموا مشاهدة أضوائها في الظلام وهي تتماهى فوق صفحة المياه الكالحة .
احيانا تقترب من السفن الأخرى ..
أحيانا قد تقترب السفينة الشبح من السفن الأخرى فيظهر بحارتها بوجوه زرقاء كالحة تشبه وجوه الغرقى ويطلبون بكل أدب من بحارة السفينة الأخرى أن يأخذوا رسائلهم ويوصلوها إلى أهلهم في الوطن , فيأخذ البحارة تلك الرسائل بحسن نية ليكتشفوا لاحقا بأنها موجهة إلى أناس ماتوا منذ زمن بعيد ! .
وبغض النظر عن الصورة والهيئة التي تظهر فيها سفينة الهولندي الطائر فقد أصبحت علامة نحس ونذير شؤم , ذلك أن الموت يرافقها أينما حلت , وقد يسبق ظهورها حدوث عواصف مدمرة , ولهذا صار البحارة يرتعدون من ذكرها , وآمن العديد منهم بأن رؤيتها معناها الموت غرقا وبأنهم لن يعودوا إلى البر أبدا .
الروايات المخيفة المتداولة عن الهولندي الطائر لم تقتصر على البحارة البسطاء , فهناك شخصيات مرموقة وذات مصداقية تحدثت أيضا عن مشاهدة السفينة الشبح , لعل أبرز المشاهدات هي تلك التي رواها الملك جورج الخامس في مذكراته حين كان أميرا يافعا . إذ كان برفقة بعض سفن الأسطول البريطاني الراسية في أحد الموانئ الأسترالية عام 1881 حين شاهدوا قبيل مطلع الفجر بقليل أنوار سفينة مجهولة تمر على بعد 200 ياردة منهم . ثلاثة عشر شخصا بضمنهم الأمير أكدوا مشاهدة السفينة وقاموا بإرسال أحد البحارة ليتحقق من السفينة الغامضة التي ظهرت من العدم , ولشدة دهشتهم فقد عاد ذلك البحار ليؤكد بأنه لا توجد أية سفينة في الأرجاء وأن المراقبين على الساحل أخبروه بأن أي سفينة لم تدخل أو تخرج من الميناء . ولا تنتهي القصة عند هذا الحد , إذ كتب الأمير قائلا بأن البحار الذي كان أول من شاهد السفينة الشبح ونبه الآخرين لمرورها سقط بعد ذلك بعدة ساعات من أعلى سارية الشراع ومات .
طاقم الهولندي الطائر كما ظهروا في فيلم قراصنة الكاريبي ..
برغم كثرة القصص عن الهولندي الطائر إلا أن العديد من الناس ينظرون إليها على أنها مجرد أسطورة أو خرافة . لكن هل يعقل بأن جميع هؤلاء البحارة والركاب الذين شاهدوا السفينة الشبح كاذبون ؟ .. هذا التساؤل دفع بعض الباحثين إلى أخذ تلك المشاهدات والقصص بجدية أكبر , وحاولوا أن يعطوا تفسيرا علميا ومنطقيا لها , فخرجوا ببعض بنظريات التي تزعم بأن السفينة الشبح ما هي إلا انعكاس لصورة سفينة حقيقية تبحر على مسافة بعيدة بحيث لا يمكن لبحارة السفن الأخرى رؤيتها , هذه الحالة تحدث في ظروف جوية معينة فتصبح صفحة المياه الصافية المحيطة بتلك السفينة بمثابة مرآة تعكس صورتها نحو الضباب الخفيف الذي يتجمع فوق سطح الماء فيبدو ذلك الانعكاس وكأنه سفينة تحلق وسط الضباب .
الاهتمام بسفينة الهولندي الطائر لم يقتصر على العلماء والباحثين في الأساطير والفلكلور , فهناك العديد من المؤلفين الذين وجدوا في السفينة مادة دسمة لقصصهم ورواياتهم الخيالية والمرعبة , ولاحقا تحولت بعض تلك الروايات إلى أفلام سينمائية , لعل أشهرها وأقربها إلى الذهن هو فيلم (قراصنة الكاريبي) من بطولة الممثل جوني ديب في شخصية القرصان جاك سباروا حيث ظهرت السفينة الشبح وربانها وبحارتها الملعونين في العديد من أجزاء الفيلم .
ما أكثر السفن التي ابتلعتها مياه البحار والمحيطات , أو تلك التي أبحرت في رحلة ولم تعد أبدا ولا احد يعلم مصيرها . لكن من بين جميع السفن الغارقة والضائعة فأن واحدة فقط هي من شغلت عقول البحارة وملئت قلبوهم رعبا . إنها سفينة (الهولندي الطائر) , تلك السفينة الشبح التي تعد رؤيتها نذيرا موجبا نحس والشر المستطير .
العديد من القصص والأساطير تحدثت عن سفينة الهولندي الطائر وعن سبب تحولها إلى شبح , معظم تلك القصص أجمعت على أن السفينة حلت عليها لعنة ربانية , باءت بغضب الله نتيجة لغرور وتهور قبطانها
يقال بأن السفينة كانت تابعة لشركة الهند الشرقية وأنها كانت تبحر في رحلات دورية من الهند إلى هولندا , فيما يذهب آخرون إلى كونها كانت سفينة قراصنة تعترض وتنهب السفن التجارية القادمة من الهند عند سواحل أفريقيا الجنوبية .
طبعا في ذلك الزمان , أواخر القرن الثامن عشر , لم يكن لقناة السويس وجود , لذا كان لزاما على السفن المتوجة إلى آسيا أو القادمة منها أن تدور حول أفريقيا برمتها لكي تصل إلى غايتها , كان على الربابنة أن يدورا حول رأس الرجاء الصالح , وهي أقصى نقطة من اليابسة في جنوب القارة الأفريقية وتعرف بمناخها المتقلب وعواصفها المفاجئة .
هبت عاصفة هوجاء ..
وبحسب معظم الروايات , فأن قبطان السفينة الهولندي الكابتن هندريك فاندرديكن , كان يقود سفينته عبر رأس الرجاء الصالح حين تلبدت السماء بالغيوم السوداء فجأة وهبت عاصفة هوجاء عنيفة , فطلب بعض الركاب من القبطان أن يعودوا بالسفينة إلى اليابسة ريثما تهدأ العاصفة , مما أغضب القبطان , الذي ربما كان مخمورا , فراح يزمجر ويصرخ بتهور ملوحا بيده نحو السماء كأنه يتحدى الله ثم وقف عند مقدمة السفينة وراح يصب لعناته وشتائمه الحمقاء على الغيوم ويبصق على الرياح ! .. وأقسم بأنه لن يعود بالسفينة إلى البر قبل أن يعبر رأس رجاء الصالح حتى لو استلزمه ذلك أن يبحر إلى يوم القيامة . وما أن أتم كلامه البليد حتى اصطدمت السفينة بصخرة كبيرة فغرقت وأخذت معها القبطان المغرور وبحارته إلى الأعماق المظلمة والباردة .
ويقال بأن ذلك القسم الذي أطلقه القبطان قبل غرقه تحول إلى لعنة مشئومة حلت على السفينة الغارقة وأرواح أولئك الذين كانوا على متنها , فقد بات عليهم أن يبحروا بالسفينة حتى يوم القيامة , تماما كما قال القبطان , وستظل أرواحهم المعذبة تجوب البحار والمحيطات بلا هوادة إلى أن تأزف الساعة فينفخ في الصور وترتقي أرواح جميع البشر إلى السماء لتواجه بارئها .
يا لها من قصة ! .. لكنها لم تنتهي هنا .. بل للتو ابتدأت .. فمنذ ذلك الحين تواترت عشرات ومئات القصص والحكايات عن السفينة الشبح وربانها الغاضب وبحارتها الملعونين وصارت تزرع الرعب في قلوب البحارة وركاب السفن المبحرين في المياه الجنوبية للكرة الأرضية .
أكثر الروايات رواجا عن السفينة الشبح تزعم بأنها تظهر فجأة وتبدو كما لو أنها تحلق فوق غمامة سوداء . ولهذا أطلقوا عليها أسم (الهولندي الطائر) . لكن هناك أيضا من شاهدوا السفينة وهي تبحر , قالوا بأن أشرعتها تكاد تتمزق من شدة الرياح التي تعصف بها رغم أنه لا وجود لعاصفة والجو صاف والبحر هادئ . وهناك أيضا من زعموا مشاهدة أضوائها في الظلام وهي تتماهى فوق صفحة المياه الكالحة .
احيانا تقترب من السفن الأخرى ..
أحيانا قد تقترب السفينة الشبح من السفن الأخرى فيظهر بحارتها بوجوه زرقاء كالحة تشبه وجوه الغرقى ويطلبون بكل أدب من بحارة السفينة الأخرى أن يأخذوا رسائلهم ويوصلوها إلى أهلهم في الوطن , فيأخذ البحارة تلك الرسائل بحسن نية ليكتشفوا لاحقا بأنها موجهة إلى أناس ماتوا منذ زمن بعيد ! .
وبغض النظر عن الصورة والهيئة التي تظهر فيها سفينة الهولندي الطائر فقد أصبحت علامة نحس ونذير شؤم , ذلك أن الموت يرافقها أينما حلت , وقد يسبق ظهورها حدوث عواصف مدمرة , ولهذا صار البحارة يرتعدون من ذكرها , وآمن العديد منهم بأن رؤيتها معناها الموت غرقا وبأنهم لن يعودوا إلى البر أبدا .
الروايات المخيفة المتداولة عن الهولندي الطائر لم تقتصر على البحارة البسطاء , فهناك شخصيات مرموقة وذات مصداقية تحدثت أيضا عن مشاهدة السفينة الشبح , لعل أبرز المشاهدات هي تلك التي رواها الملك جورج الخامس في مذكراته حين كان أميرا يافعا . إذ كان برفقة بعض سفن الأسطول البريطاني الراسية في أحد الموانئ الأسترالية عام 1881 حين شاهدوا قبيل مطلع الفجر بقليل أنوار سفينة مجهولة تمر على بعد 200 ياردة منهم . ثلاثة عشر شخصا بضمنهم الأمير أكدوا مشاهدة السفينة وقاموا بإرسال أحد البحارة ليتحقق من السفينة الغامضة التي ظهرت من العدم , ولشدة دهشتهم فقد عاد ذلك البحار ليؤكد بأنه لا توجد أية سفينة في الأرجاء وأن المراقبين على الساحل أخبروه بأن أي سفينة لم تدخل أو تخرج من الميناء . ولا تنتهي القصة عند هذا الحد , إذ كتب الأمير قائلا بأن البحار الذي كان أول من شاهد السفينة الشبح ونبه الآخرين لمرورها سقط بعد ذلك بعدة ساعات من أعلى سارية الشراع ومات .
طاقم الهولندي الطائر كما ظهروا في فيلم قراصنة الكاريبي ..
برغم كثرة القصص عن الهولندي الطائر إلا أن العديد من الناس ينظرون إليها على أنها مجرد أسطورة أو خرافة . لكن هل يعقل بأن جميع هؤلاء البحارة والركاب الذين شاهدوا السفينة الشبح كاذبون ؟ .. هذا التساؤل دفع بعض الباحثين إلى أخذ تلك المشاهدات والقصص بجدية أكبر , وحاولوا أن يعطوا تفسيرا علميا ومنطقيا لها , فخرجوا ببعض بنظريات التي تزعم بأن السفينة الشبح ما هي إلا انعكاس لصورة سفينة حقيقية تبحر على مسافة بعيدة بحيث لا يمكن لبحارة السفن الأخرى رؤيتها , هذه الحالة تحدث في ظروف جوية معينة فتصبح صفحة المياه الصافية المحيطة بتلك السفينة بمثابة مرآة تعكس صورتها نحو الضباب الخفيف الذي يتجمع فوق سطح الماء فيبدو ذلك الانعكاس وكأنه سفينة تحلق وسط الضباب .
الاهتمام بسفينة الهولندي الطائر لم يقتصر على العلماء والباحثين في الأساطير والفلكلور , فهناك العديد من المؤلفين الذين وجدوا في السفينة مادة دسمة لقصصهم ورواياتهم الخيالية والمرعبة , ولاحقا تحولت بعض تلك الروايات إلى أفلام سينمائية , لعل أشهرها وأقربها إلى الذهن هو فيلم (قراصنة الكاريبي) من بطولة الممثل جوني ديب في شخصية القرصان جاك سباروا حيث ظهرت السفينة الشبح وربانها وبحارتها الملعونين في العديد من أجزاء الفيلم .