👈بكاء في الليل ، ظهور لشخصيات غامضة ، بقع ضوئية ، قطرات من الدم ، و أصوات غريبة مجهولةالمصدر وأناس يتحدثون في همس ، هذا من بعض الأحداث الغريبة التي تحدث في قصر "كليفتون هال" التاريخي في مدينة نوتنجهام البريطانية ، ذلك ما جرى أيضاً مع عائلة أحد ُ الملاك ُ
الجدد لذلك القصر الذين كانوا ضحايا ُ لسكان الغيب إن جاز التعبير في
هذا القصر المسكون ، و في نهاية المطاف قررت العائلة الفرار و تركوا كل ممتلكاتهم الثمينة والخاصة بداخله بعد أن قضوا فتره لا تتجاوز الثمانية أشهر ، ببساطة لأن الأشباح أرادوا لهم المغادرة . إنتقال العائلة لقصر كليفتون هال في البداية يجب أن أتحدث قليلاً عن قصر "كليفتون هال" وهو قصر تاريخي قديم جداً حاله كحال ُمعظم القصور في بريطانيا يعود تاريخ إنشاءه إلى ما يُقارب من ألف سنة مضت ، و بعد أن إشترى الملياردير الهندي "أنور رشيد" قصر كليفتون بحوالي 6.3 مليون جنيه إسترليني في عام 2007 وهذا الرجل في الواقعرجل أعمال هندي ثري جداً يمتلك عدة عقارات وفنادق فخمة سواء في مدينة دبي الإماراتية أو عدد من ُ المدن في بريطانيا ، حيث إنتقل هو و عائلته التي تضم زوجته "نبيله" و بناتهم الثلاثة اللاتي تتراوح أعمارهن بين سبعة وخمسة و ثلاثة سنوات و كذلك لديهم طفل صغير لا يزيد ُعمره عن عشرة أشهر عندما تم شراء القصر إلى مدينة نوتنجهام شرق وسط بريطانيا ، وقد كان السيد رشيد سعيداً جداً بشرائه لهذا القصر وكان قد أعرب عن أمله أن يصبح هذا القصر هو منزل عائلته المفضل وكذلك منزل أحفاده من بعده ، ولكن في غضون ثمانية أشهر فقط قرر رشيد وعائلته أن يغادروا القصر بدون رجعة خوفاً على سلامة أبنائه لماذا ؟ لأن كل أفراد العائلة بدأت تظهر لهم شخصيات غامضة سوداء و أطياف شفافة ، و كذلك سماعهم لأصوات غريبة تتحدث في القصر من دون معرفة مصدر تلك الأصوات ، وكذلك ظهور لشخصيات تأخذ أشكال أطفالهم ! حيث كان يُنظر إلى إبنتهم في مكان ما ، بينما تكون الفتاة نائمة على سريرها أو في مكان آخر غير الذي ظهرت فيه ، و في الواقع أنه من أول ليلة سكنت فيها عائلة رشيد القصر كانوا قد شهدوا تلك الأحداث ، كانت البداية سماعم لأصوات طرق على الحائط ، وأعقب هذه الطرق صوت يقول : "هل هناك أي شخص ؟" و استمر الطرق وتكرر نفس الصوت الذي كان يسأل هل من أحد هنا لبعض الوقت ثم إختفى ، فقرر السيد رشيد أن يذهب ويتجول في القصر لمعرفة مصدر ذلك الصوت حيث كان الوقت متأخراً في حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، ولكن "رشيد" قال أنه لم يجد أي أحد في أي مكان داخل القصر ، وبعد ذلك أمر السيد رشيد بتأمين المنزل وإغلاق النوافذ بإحكام على الرغم من أن النوافذ كانت ُمغلقة أصلاً لمنع دخول الرياح الباردة في فصل الشتاء القارص في بريطانيا ، وعلى الرغم من أن الأمر كان ُمربكاً جداً لم ينتاب السيد رشيد أي خوف ولم يفكر أن الأمر يتجاوز حدود المعقول ، لأن السيد رشيد ببساطة لم يكن يؤمن بوجود ّ الجن أو إمكانية ظهورهم أو يؤمن بظاهرة الأشباح على الإطلاق تاريخ مسكون قصر كليفتون كما ذكرت كان قد انشأ منذ القرن الـ11 تقريباً أي أن عمره حوالي ألف عام ، وفي القرن الـ13 تم نقله إلى ملكية عائلة كليفتون المشهورة و ُسمي القصر بإسم العائلة منذ ذلك الوقت حتى اليوم ، وبكل تأكيد أن عائلة كليفتون كانت لها أحداث حياتية طبيعية في القصر تضمنت أوقات الفرح و أوقات الحزن والمآسي على حد سواء ، وربما جرت معهم عدة أحداث ساهمت في جعل هذا القصر يعج بالأشباح بخاصة أنهم سكنوا القصر لفترة طويلة جداً من الزمن ، وفي الواقع أن القصر ّمر بالكثير من عمليات التجديد الواسعة وعندما إشتراه "أنور رشيد" كان القصر يضم ما لا يقل عن 17ُ غرفة نوم وعشرة ُغرف إستقبال والعديد من قاعات الرقص و حتى قاعات السينما و كذلك صالة ألعاب رياضية ، وقد استخدمت الغُرف في فترة من الفترات كفصول دراسية حيث تم إستخدام القصر باعتباره مدرسة متوسطة للبنات في عام 1958 و في مره أخرى إستخدمته الحكومة البريطانية كجامعة أو كلية في عام 1970 ولذلك فمن ُ المرجح أيضاً أنه قد حدثت بعض القصص الأخرى لعدد من الطلاب والمعلمين في داخل أو ُمحيط القصر ساهمت في زيادة نشاط الكيانات الروحية في داخل ذلك القصر ، و بالعودة إلى صديقنا أنور رشيد وعائلته فأن أكثر الأشياء أو الأحداث التي كانت تحدث معهم هو سماعهم لصرخات طفل يبكي من دون معرفة مصدر الصوت ، إلا أن تلك الصرخات كانت قادمة من داخل واحدة من الغُرف في الطابق الثالث التي لها قصة خاصة ، حيث أن ُ السكان المحليون يقولون أن هناك أسطورة تقول أن ُهناك خادمة كانت تعمل في القصر قد أمسكت بطفل في تلك الغُرفة تحديداً وقفزت به من نافذة الطابق الثالث مما أدى إلى مقتلها هي وذلك الطفل ، حيث أفاد العديد من شهود العيان عن رؤية امرأة في نفس الغُرفة و من نفس النافذة عندما كان القصر مهجوراً أي قبل أن يشتريه السيد رشيد ، و الناس يعتقدون أن شبح الخادمة والطفل لا يزالون يسكنون في تلك الغُرفة ، أيضاً من ضمن المواقف التي تعرضت لها عائلته رشيد هي ظهور لشخصيات تأخذ شكل أفراد العائلة ، وهذا الظاهرة في الواقع تُعرف بين أوساط ُمحققي الخوارق بظاهرة "الدوبلجانجر" التي تعني "الشبيه" أو "شبح إنسان حي" حيث تأخذ الأشباح أو الشياطين أو ّ الجن اسموها ما شئتم نسخة أخرى من نفس الإنسان وتظهر في مكان آخر ، وهذا الشبيه يكون ذو طبيعة أثيرية خاصة تسمح له بالتجلي للآخرين بشكل ُمنفصل تماماً عن صاحبه ، فيثير الدهشة والرعب في قلوب الآخرين ، وفي الواقع لن تصدقوا أن هذه الظاهرة كانت معروفة أيضاً عند الفراعنة وكانت توصف كـ "روح" ملموسة للإنسان لها نفس الشكلوالشخصية والهيئة و تحمل نفس الذكريات والمشاعر الخاصة للشخص الذي تنتمي إليه ، وكانت تُعرف في الميثولوجيا الإسكندنافية بإسم "فاردوجر" ويعتبرون أنها حالة تجسد شبحي للإنسان ّ الحي ، و حتى أن بعض الباحثين العرب يعتقدون أنها عبارة عن حالة تجسد للـ "القرين" المعروف في الثقافة الإسلامية ، وعليه فإن هذه الظاهرة كانت تحدث لأفراد عائلة رشيد داخل ذلك القصر وكانت هناك تجسدات شبحية لأشكال أفراد العائلة ، حيث قالت السيدة "نبيلة" زوجة السيد رشيد أنها عندما ذهبت في مرة إلى الطابق ُ السفلي في حوالي الساعة الثالثة فجراً لتأخذ الحليب لطفلها رأت إبنتها الكبرى تجلس على الكنبة وتشاهد التلفزيون ، وعندما تحدثت السيدة نبيله معها وسألتها ما الذي يجعلك مستيقظة حتى هذا الوقت المتأخر من الليل ؟ نظرت إبنتها إليها و لم ترد ببنت شفه ، و قالت السيدة نبيله إنها ُصدمت لرؤية إبنتها الكبرى نائمة في غرفة نومها على سريرها في نفس ذلك الوقت بينما رأتها وتحدثت إليها منذ دقائق معدودة تجلس وتشاهد التلفاز في الطابق ُ السفلي ! في الواقع يُقال أن هناك قاعات في القصر وأنفاق ّسرية موجودة حول القصر والمنطقة ُ المحيطة به كانت تُستخدم للطقوس السوداء قديماً ، حيث كان السيد رشيد قد وجد بعض الرسومات على ُ الجدران تعود إلى تلك الطقوس ، من ضمنها دائرة مرسومة بالدم ، و وجد أيضاً عدد من المرايا المكسورة وكذلك كانت توجد رائحة غريبة تُشبه إلى حد ما رائحة الكبريت ، كذلك وجد السيد رشيد أعشاباً ونباتات ُمحترقة ُمعلقة على أسقف بعض القاعات في ذلك القصر الكبير . الهروب مع مرور الوقت بدأت النشاطات والأحداث الغريبة تزداد أكثر وأكثر في داخل ذلك القصر ، حيث أخذ أحد تلك الكائنات الغيبية شكل السيدة نبلية نفسها و كان يُنظر إليها وهي تمشي حول المنزل ، بينما كانت السيدة نبيلة إما نائمة في ُغرفتها أو كانت تجلس مع زوجها أو بناتها ، وفي كثير من الأحيان كان يُنظر إليها وهي تمشي حول المنزل قبل الفجر أو في ساعة مبكرة من الصباح ، وبعد ذلك بدأت تظهر لأفراد العائلة أشكالاً أخرى ُمظلمة وتزايدت صرخات ذلك الطفل الباكي و سمعوا المزيد من الأصوات الأخرى الغير مفهومة والتي أثارت الرعب في قلوبهم ، حتى أن خادمتهم كانت قد ذكرت أنها رأت شخصية رمادية تجلس على سريرها ، بعد كل ذلك بدأ السيد رشيد يعتقد بأن هناك شيء غير عادي يحدث في ذلك القصر فإضطر أن يتصل بـ "شيخ" كان إماماً لمسجد من مدينة نوتنجهام و دعاه إلى القصر لينظر في الأمر لأن السيد "أنور رشيد" رجل ُمسلم ، إلا أن الشيخ شعر ببعض الإضطراب و الخوف من الموقع ، و لم يتمكن من إخراج ُسكان الغيب من ذلك القصر ونصحه بالمغادرة و السكن في منزل آخر أو قصر آخر ، إلا أن السيد رشيد لم يتخذ قراره بعد حتى جاء الوقت الذي وجد فيه هو و زوجته بُقع من الدم على لحاف طفلهم الصغير البالغ من العمر 18 شهراً فقط ، عندها قالت له زوجته هذا يكفي ! يجب علينا مغادرة المنزل على الفور و لن نبقى ٌهنا ولو لساعة واحدة بعد الآن ، فظهور ذلك الدم على لحاف طفلهم الرضيع كانت القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون ، فكان للأشباح اليد العليا في ذلك القرار ، و في نهاية المطاف تركت عائلة رشيد القصر تماماً بكل ممتلكاتهم الثمينة والخاصة ، و استشهد السيد رشيد ما حدث في قصره بفيلم "الآخرون" من بطولة الممثلة الأسترالية المعروفة "نيكول كيدمان" حيث قال : "كليفتون قصر جميل و رائع ، و قد أسرت بجماله من أول نظرة ، و لكن وراء هذا القصر شيئاً ما لا أفهمه ، كانت تحدث أشياء لا يُمكن أن يتصورها عقل ، ُكنّا مثل الأسرة التي كانت تعيش بمنزل قديم في فيلم الآخرون ، و كأن الأشباح لا تريد لنا أن نبقى هناك ، ونحن لا نملك أن نقاتلهم " حيث عرف السيد رشيد أخيراً أن الأشباح كانوا يعيشون معه في ذلك القصر و أن الأشباح لم يرغبوا في بقائه وبقاء عائلته ، و في النهاية حصلت الأشباح على مبتغاهم وتم طرد الملياردير الهندي وعائلته من القصر المسكون .🙋