👈هو أمير موسكو و قيصر روسيا ولد في 25 أغسطس سنة 1530 في كولومينسكوي , جرى تتويجه كقيصر تحت أسم ايفان الرابع في 1547 و هو في عمر السادسة
عشر ! .
لقد كان مختلفا عن القياصرة الروس ليس فقط لتتويجه المبكر بل أيضا لأنه كان واحد من أقوى أشرارالتاريخ , عهده المليء بسفك الدماء وحب القتل شهد اجتياح
أراضي
واسعة في تتارستان و سيبريا وضمها إلى التراب الروسي.
و لقد استطاع بذكائه الحاد تحويل روسيا لمجتمع متحضر و جعلها أيضا إمبراطورية ضخمة !.
كان ايفان الرهيب مولع بالقتل و سفك الدماء لدرجة انه فعل أشياء قد لا تخطر في بال احد و لا يفعلها إلا قلة في هذه الأرض منها قتله لـ ( ابنه ) .. نعم قيصر روسيا
الرهيب قتل ابنه في لحظة غضب , حدث هذا في عام 1581.البويار
خلال السنوات الأولى من حكم ايفان نعمت روسيا بسلام نسبي , فالقيصر الشاب كان مهتما بالدرجة الأولى
بإصلاح شؤون البلاد والسعي لتمدين وتطوير روسيا أسوة بباقي الممالك الأوربية . لكن ذلك لم يدم طويلا،فمع نهاية العقد الأول من حكم ايفان بدأت البلاد تواجه تحديات مصيرية , إذ أتى الجفاف على معظم
المحاصيل الزراعية وتلا ذلك مجاعة رهيبة أستغلها أعداء البلاد المتربصين – البولنديين واللتوانيين
فراحوا يعيثون فسادا على طول الحدود الغربية لروسيا , وأقدمت السويد على إغلاق الممر المائي الوحيد
للروس في بحر البلطيق , كما بدأت القبائل التترية تغير على الأراضي الروسية مجددا.
القيصر الشاب ألقى اللوم فيما تتعرض له البلاد على طبقة الـ (بويار) النبيلة , فهذه الطبقة الفاسدة لم تكن
تهتم سوى لمصالحها ونفوذها ، وكان كره القيصر لها عميقا متأصلا , فبعد موت أبيه قاموا بقتل أمه
الوصية على العرش بالسم , كان ايفان في الثامنة من عمره حينها , وقد لقي معاملة قاسية من البويار بعد
أن أصبحوا أوصياء على العرش محل أمه , فأضمر لهم الضغينة منذ نعومة أظفاره , وراح يتحين بهم
الفرص. وتفجر غضبه عليهم بعد موت زوجته القيصرة انستازيا المفاجئ عام 1560 , فأتهمهم بتسميمها
كما سمموا أمه من قبلها , ووصمهم بالخيانة , والتواطؤ مع أعداء روسيا , خصوصا بعد فرار بعض
زعمائهم وانضمامهم إلى جيوش البولنديين واللتوانيين الغازية .القيصر الطموح
ايفان كان قاسيا وشرسا في تعامله مع خصومه
وأعداءه , لدرجة إن البعض رأوا بأنه ربما كان يعاني
من خطب ما في عقله . لكن قسوة ايفان في الواقع لم
تكن عجيبة أو فريدة في عصره الذي اتسم بالعنف
والحروب الدموية على مستوى العالم أجمع , ولا أظنه
كان مجنونا , لكنه كان طموحا جدا , وكان على
استعداد لتوظيف جميع الوسائل الشرعية وغير
الشرعية لتحقيق طموحاته وأحلامه ببناء امة قوية
تحكم العالم , ولأن روسيا كانت معزولة في طرف
العالم القصي وبعيدة كل البعد عن طرق التجارة
والملاحة العالمية , لذلك تركزت أهداف ايفان الرهيب
على فكرة ضم البلدان المتاخمة لحدوده إلى
إمبراطوريته من اجل الربط بين بحر البلطيق وبحر
قزوين , وعلى الرغم من فشله في تحقيق هذا الهدف
خلال حياته , إلا أنه تمكن من ضم أراضي شاسعة إلى
روسيا , فأحتل سبيريا , وتمكن أيضا من احتلال ايلخانات التتار في قازان وآستراخان مما مكنه من الوصول إلى نهر الفولغا لماذا سمي بالرهيب ؟
لقد أطنب المؤرخون وأسهبوا في وصف قسوة ووحشية القيصر ايفان الرابع ..
يقال في يوم من الأيام انتقده احد جنوده , فقام القيصر بتعذيبه تعذيب نفسي ! .. إذ أمر بجلب زوجة الجندي و
جعل عدد من الرجال يغتصبونها أمام عينيه ثم قتله !. وكان مولعا بالنساء الارستقراطيات و مولعا
بمشاهدتهن يغتصبن و يتعذبن على يده ويد جنوده , وانشأ لهذا الغرض مجموعة خاصة بتعذيب النساء من
الأسر النبيلة , وكان يخطف النساء النبيلات حتى من أقاربه أمام أعين أهاليهم , ومن يعترض على أفعال
القيصر كان مصيره القتل من دون رحمة , كان يخطف النساء ويغتصبهن مع جنوده ثم يقتلهن بعد أن يقضي
وطره منهن !.
في عام 1552 أحتل القيصر قازان وقام بتعذيب سكانها , و كان من طرق التعذيب المفضلة لديه هي تهشيم
الأرجل ويلقي بالضحايا في الثلج و يجعلهم يطلبون الرحمة , وقد قيل بأنه جعل عدد من جنوده ( يتبولون )
فوق طفل صغير من قازان أمام والدته ثم قطعوا رأسه !.
في عام 1553 حدث بينه وبين احد مساعديه من أقاربه خلافات , فقام الرهيب المتعطش للدماء بطعنه حتى
الموت ثم ارتكب بعدها مجزرة رهيبة بحق المقربين إليه , حدث ذلك قبل أن يصبح وحشا متعطشا للدماء ,
وقبل أن يصبح مسكونا بالشك حيال جميع من حوله , إذ كان يخشى من إمكانية تعرضه للاغتيال .
وفي حقيقة الأمر لم تكن شكوك القيصر تخلو من واقعية , فبعد موت أبيه قام النبلاء (البويار) بقتل أمه
الوصية على العرش بالسم , وسموا زوجته الأولى أيضا كما ذكرنا أنفا . فصار القيصر يخشى على نفسه من
أن يلقى نفس مصير أمه وزوجته . والظاهر أن شكوك القيصر لم تكن مجرد أوهام شخص مضطرب , فقد
عثر فريق من الخبراء الروس مؤخرا على نسبة عالية من مادة الزئبق في خصلات شعر تعود لرفات
القيصرة انستازيا , وهو دليل على حقيقة تعرضها للتسمم.ريبة القيصر وشكوكه وغضبه وكراهيته
للبويار .. إضافة إلى ظروف روسيا الصعبة
والحرجة .. كل تلك الأمور ساهمت في
صياغة شخصية جديدة للقيصر ابتداء من عام
1560 .. شخصية قاسية وعنيفة ومتعطشة
للدماء .. ومع نهاية عام 1564 شرع القيصرفي تأسيس قوة عسكرية خاصة أطلق عليها
أسم اوبرجنيك (Oprichniki , ( كانت تتكون
من ألف مقاتل , كل واحد من هؤلاء الألف هو
وحش مجرد من أي شعور أو إنسانية , ولائهم
الوحيد للقيصر , يطيعونه طاعة عمياء ,
ومستعدين لفعل أي شيء من اجله .. وكان
القيصر يمتحن ويختبر هذا الولاء الأعمى من
حين لآخر بأن يطلب منهم أن يقتلوا أبائهم أو
زوجاتهم أو أصدقائهم .. وكانوا ينفذون أوامره
من دون أي تردد. وعلاوة على قسوتهم .. كان
مظهرهم مخيفا يزرع الرعب والهلع في
النفوس , كانوا يرتدون ملابس سوداء طويلة
تغطيهم من الرأس حتى أخمص القدم , أشبه
بملابس الرهبان , وكانوا يمتطون أحصنة
سوداء ضخمة , يعلقون على صهواتها رؤوسا مقطوعة لكلاب ويضعون خلف ظهورهم مكنسة . كانت رؤوس الكلاب كناية عن الفتك بأعداء القيصر , بينما ترمز المكنسة إلى تنظيف البلاد من شرور الخونة
ورجسهم , ولهذا كان الناس يطلقون على هؤلاء المقاتلين المرعبين أسم "كلاب القيصر" . وهو أسم لم يخلو من واقعية , فالقيصر كان يعاملهم فعلا كأنهم حيواناته
المدللة , أخذ ثلاثمائة منهم ليعيشوا معه في قلعته المعزولة , ويقال بأنه كان يغني لهم أثناء تناولهم لطعامهم , وكان لا يأكل حتى ينتهوا هم من الأكل . ويبقى صاحيا حتى
ساعة متأخرة من الليل يسهر على راحتهم , ثم ينسحب إلى مخدعه برفقة ثلاثة شيوخ عميان لكي يروا له ولزوجته القصص والحكايات ! .
ولقد أقترف "كلاب القيصر" من الجرائم ما يجعل الولدان شيبا , خصوصا بحق البويار الذين شرع القيصر
بملاحقتهم وقتلهم ومصادرة أموالهم ابتداء من عام 1564 . كانوا يعذبون الناس بأساليب منكرة بربرية وبشعة ,
فكانوا يضعونهم على الخازوق , أو يعلقونهم على عمود خشبي ثم يشوونهم على النار ببطء , وقد يربطون ضحيتهم
إلى حصانين يركضان باتجاهين متعاكسين حتى تتقطع أوصاله , أو قد يرمون ضحاياهم في الماء المغلي داخل
قدور نحاسية ضخمة. وأعظم جرائهم هي تلك التي اقترفوها عام 1570 حين استباحوا مدينة نوفوغورد الروسية
لمدة خمسة أسابيع , سلبوا واغتصبوا وأحرقوا وقتلوا خلالها ما لا يعد ولا يحصى عدده من الناس , فعلوا كل ذلك
بأمر القيصر وتحت ناظره , عقابا لسكان المدينة الذين أتهمهم القيصر بإيواء أعداءه وخصومه . والطريف أن
القيصر كان يذهب في نهاية كل يوم من القتل والذبح إلى الكنيسة لكي يصلي ويطلب الغفران !.قتله لأبنه
أكثر جرائم القيصر ايفان الرهيب التصاقا بأذهان الناس هي جريمة قتله لأبنه البكر ايفان ايفانوفيتش , ولي العهد , والأكثر قربا إلى قلب أبيه .. كيف لا .. وإيفان الابن كان على سر أبيه في كل شيء , حتى في قسوته , فقد رافق أباه القيصر في سن الخامسة عشر أثناء الحملة على نوفوغورد وكان شاهدا على المجازر التي ارتكبت هناك. وفي إحدى المرات أنقذ أباه من موت محتم عندما تعرض القيصر لهجوم مباغت من قبل أحد الأسرى الذي تمكن من الاستيلاء على سيف أحد الحراس وأراد أن يهوي به على رأس القيصر لولا أن ايفان الابن سارع إلى طعن المهاجم وقتله. ايفان الابن أراد الزواج منذ عام 1566 , لكن في كل مرة كان يتقدم فيها لخطبة فتاة كان والده القيصر , الشكاك والمرتاب في كل شيء , يتدخل ويحول دون إتمام الزواج بحجج شتى . وبعد عشرة محاولات زواج فاشلة تمكن ولي العهد أخيرا من الزواج من فتاة نبيلة تدعى ايدوكسيا ساباروفا عام 1571 , لكن حتى بعد زواجه , لم يتوقف القيصر المتسلط والمستبد عن التدخل في حياة أبنه , فبعد أشهر قليلة غضب القيصر من زوجة أبنه بحجة تأخرها في الإنجاب وأمر بأن تعاقب بقضاء بقية حياتها كراهبة في دير قصي . ولم يكن زواج ولي العهد الثاني بأحسن حالا من الأول , فالزوجة الثانية سرعان ما لحقت بالأولى بعد أن تأخرت هي أيضا في الإنجاب. وفي عام 1580 تزوج ولي العهد للمرة الثالثة , هذه المرة من فتاة نبيلة تدعى يلينا شيرميتيفا . ولحسن الحظ , فأن الزوجة الجديدة سرعان ما أصبحت حاملا , فعم الفرح والسرور أرجاء البلاد , لكنها فرحة لم تدم طويلا , ففي 15 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1581 دخل القيصر إلى جناح أبنه وشاهد زوجة أبنه الحامل تخطر بثوب فضفاض وخفيف يشف عن بعض أجزاء جسدها , فاعتراه غضب شديد وأخذ يسبها ويضربها ضربا مبرحا , وحين سمع ولي العهد صراخ زوجته هرع إليها راكضا ليجد بأنها أسقطت جنينها من شدة الضرب , فصرخ بأبيه القيصر قائلا : "لقد أرسلت زوجتي الأولى إلى الدير من دون سبب , وفعلت الأمر ذاته مع زوجتي الثانية , وها أنت تضرب الثالثة وتقتل الجنين الذي تحمله في رحمها!". فجن جنون القيصر لصراخ أبنه وتجرؤه عليه , وفي لحظة من الغضب الأعمى هوى بصولجانه المعدني الثقيل على رأس أبنه , فسقط الابن مضرجا بدمه وغاب عن الوعي , وحين شاهد القيصر أبنه ممددا على الأرض من دون حراك , شعر بندم شديد , فوقع عليه وأحتضنه وأنخرط في البكاء والصراخ قائلا : "علي اللعنة! .. لقد قتلت أبني! .. لقد قتلت أبني!". ولأربعة أيام لازم القيصر فراش أبنه الغائب عن الوعي , ولأربعة أيام تضرع الروس من اجل نجاة ولي العهد .. لكن ولي العهد رحل عن هذه الدنيا تاركا أباه غارقا في أحزانه وآلامه , ويقال بأن القيصر فقد رباطة جأشه خلال الجنازة فراح يبكي ويضرب رأسه بعنف بغطاء التابوت الذي ضم . فهل هناك عقاب أكبر من هذا ؟ ليس هذا فحسب .. فولاية العهد انتقلت بعد موت ايفان الابن إلى شقيقه الأصغر , البسيط والساذج فيودور , الذي سيتوج قيصرا بعد رحيل أبيه تحت أسم فيودور الأول , وسيموت من دون أن ينجب , وبموته سينقطع نسل ايفان الرهيب تماما , وستدخل روسيا من بعده في حقبة من الاضطراب تدعى "حقبة الفتن" , ينتقل بعدها عرش القياصرة إلى أسرة رومانوف النبيلة التي ستحكم حتى سقوط الحكم القيصري وإعدام القيصر نيقولا الثاني وعائلته في 17 تموز / يوليو عام 1918.زيجاته
ايفان الرهيب كان زير نساء , يقال بأنه أغتصب آلاف العذراوات , وقد تزوج ثمان مرات .. الأولى انستازيا رومانوفنا , تزوجها عام 1547 , كانت أقرب زوجاته إلى قلبه , عاشت معه لثلاثة عشر عاما وأنجبت له ستة أطفال , وماتت مسمومة في عام 1560. الثانية هي ماريا تملكفنا , تزوجها عام 1561 , وعاشت معه لثمانية أعوام , أنجبت له طفلا مات رضيعا أسمه باسيلي . وماتت هي فجأة عام 1569 بعد عودتها من رحلة , والأرجح أنها ماتت مسمومة . الثالثة هي مارثا سبوكنا , تزوجها القيصر عام 1571 وماتت بعد أتمام الزواج بأيام قليلة , يعتقد أنها ماتت مسمومة. الرابعة هي آنا كولتوفسكايا , تزوجها عام 1572 , ولم يستمر زواجهما سوى لعامين , فقد مل القيصر منها بسبب عدم إنجابها , فأقصاها إلى أحد الأديرة , حيث قضت بقية عمرها كراهبة تحت أسم داريا , وعاشت عمرا مديدا بعد موت القيصر , حيث ماتت عام 1626. الخامسة آنا فازيلجيكوفا , تزوجها عام 1575 , ولم يستمر زواجها سوى لعدة أشهر , إذ اجبرها القيصر على أن تعتكف كراهبة في أحد الأديرة , ويعتقد بأنها ماتت مقتولة بأمر القيصر عام 1576. السادسة فاسيلسا ميلنتيفا , كانت أرملة أحد الأمراء الروس الذين قتلوا في الحرب , تزوجها القيصر عام 1579 لجمالها وطبيعتها المرحة , لكن زواجهما لم يدم سوى لبضعة أشهر , إذ أكتشف القيصر خيانتها له مع أحد الأمراء , فقام بخوزقة عشيقها أمام ناظريها , ثم ربطها إلى فرسين وقطع جسدها نصفين. السابعة ماريا دولغوروكيا , كانت من أسرة نبيلة , تزوجها القيصر عام 1580 , وقام بقتلها بعد أشهر قليلة لاكتشافه بأن لها عشيق. الثامنة والأخيرة هي ماريا ناجايا , تزوجها عام 1581 , أنجبت له طفلا أسموه دميتري , وسجنت مع أبنها وشقيقها بعد موت ايفان الرهيب عام 1584.موته
في سنواته
الأخيرة كان قد
أعلن انه يريد
السيطرة على
السلطة الكهنوتية
إلا انه انسحب ب بروز
مرض غريب في
جسمه جعل
جسمه يتورم
وتنبعث منه
رائحة نتنة
وأصبح مقعدا ,
كان في الخمسين
من عمره , لكنه
بدا عجوزا جدا
ساعة موته , حتى
أن من لا يعرفه
كان ليظن بأنه
أمام عجوز في الثمانين من العمر . وأغلب الظن أن حياته الحافلة بالإحداث الجسام , وطبع الشك والريبة الذي لازمه طوال حياته , وموت زوجاته , ومقتل ابنه على يده .. كل هذه
الأمور تركت أثرا لا يمحى على روحه وجسده .
في 28 آذار / مارس عام 1584 فارق القيصر الحياة أثر نوبة قلبية أثناء لعبه الشطرنج مع احد أصدقاءه , وكان في الرابعة والخمسين ساعة موته وثائقي شخصيات شريرة : ايقانو شاهد ايضا الوثائقي الرائع - من قتل إيفان الرهيب🙋