👈على مر التاريخ ، اعتادت بريطانيا أن تكون أرضاً غير عادية في ظهور العديد من الأعاجيب والمعجزاتوالخوارق ، ها نحن مرة أخرى نعرض لكم ما يقوله المؤرخون الذين سجلوا العديد من الأحداث التي جرت
والتي كانت تجري في عصورهم القديمة ، موضوع اليوم ليس
خرافة ولا أسطورة شائعة ليست لها أساس ، هي واقعة حقيقية حضرها
العديد من الشهود ، والشهود المرموقين الذين كان لهم وزن في مجتمعاتهم آن ذاك ، كان ذلك في القرن الثاني عشر في قرية وولبت ، ولمن لا يعرف وولبت فإن وولبت هي قرية في سوفولك في بريطانيا والتي لديها تاريخ قديم يعود لـ2000 سنة أو أكثر وهي شهدت العديد من الأحداث عبر تاريخها الطويل ، وبالتأكيد من أغرب الأحداث التاريخية يجب أن يكون هو الظهور الغامض للطفلين ُ الخضر الذين كتب عنهم اثنين من المؤرخين المعروفين بالمصداقية وهما رالف كوجيشال الذي كان رئيساً لدير البندكتيين في قرية إسكس في كوجيشال و ويليام نيوبورج وكان راهباً متعلماً بشكل جيد في يوركشاير الذين عاصروا تلك الفترة ، ويعتقد أن هذا الحدث الإستثنائي كان في عهد الملك ستيفن 1135 - 1154 للميلاد ، موضوعنا اليوم عن الأطفال ُ الخضر ، الذين جائوا من أرض الشفق الدائم ، حيث كان كل شيء في عالمهم يبدو باللون الأخضر تبدأ القصة في يوم مشرق وجميل خلال وقت الحصاد عندما كان القرويين يعملون على جني محاصيلهم في وولبت ، وأثناء عملهم بدأوا يسمعون أصوات بكاء ، بدت الأصوات كأنها أصوات لأطفال صغار ، وعندما أنصتوا جيداً لتلك الأصوات أصبحوا على بينة من أن هناك صوتاً لشخص ما يبكي ويصرخ على نحو محزن مع بعض الكلمات البعيدة غير المفهومة ، كانت همهمات محزنه وغريبة و لم يتمكنوا من فهم ما يقال ، وبقلق متزايد بدأوا يفكرون أن هنالك شخصاً ما قد يكون في ورطة ، عند ذلك بدأ القرويين في البحث في المنطقة ، ويتتبعون صوت ذلك البكاء ، إلى أن وجدوا طفلين صغيرين صبي وفتاة كانا بالقرب من كهف وهما بداخل حفرة كانت تنصب لصيد الذئاب حيث أن تلك القرية كانت مشهورة بأفخاخ صيد الذئاب ومن هنا كان سبب تسميتها بـوولبت ، كان الطفلين في أشد لحظات الخوف ويبكيان بمرارة بالغة وحاولا الفرار على الرغم من أن القرويين لم يوحيا لهما بأي ضرر وأرادوا لهما المساعدة ، أمسك القرويين بالأطفال بلطف وأرادوا رعايتهم ومساعدتهم وحاولوا تهدئتهم ، في نفس الوقت كان القرويين في حالة من الدهشة والتعجب لأنهم رأوا أن الأطفال يرتدون ملابس تختلف عن نمط ملابس الناس في منطقتهم على نحو لم يسبق له مثيل من قبل ، ويتحدثون بلغة غريبة لا يستطيعون فهمها ، الأغرب أن القرويين رأوا أن جلد الطفلين كان باللون الأخضر على جميع أجزاء الجسم ، بعد ذلك قرر القرويين أن يذهبوا بالطفلين إلى "السير ريتشارد دي كين" للرغبة في مساعدتهم والحفاظ على سلامتهم لأن السير ريتشارد كان رجلاً نبيلاً ومتعلماً ورجلاً مرموقاً في القرية ، لأنهم ظنوا أنه يمكن أن يعرف من هم وكيفية مساعدتهم ، ُ وبعد أن أوصلوا الأطفال الخضر إلى منزل السير ريتشارد كان الأطفال لا يزالون يشعرون بالرعب واستمروا على البكاء ، وعلى الرغم من حالة الجوع التي بدت على الأطفال فإنهم ظلوا لا يأكلون أي شيء ، السير ريتشارد وخدمه قدموا لهم الطعام بلطف لكن الأطفال أصروا على رفضهم لتناول الطعام ، لدرجة أن السير ريتشارد عرض عليهم جميع أنواع الأطعمة الموجودة في المخزن والأطفال لا يزالون يرفضون تناول أي نوع من الأغذية ، كان السير ريتشارد يذهب وينظر في الحديقة لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء في الحديقة يمكن أن يغريهم بالأكل ، إلى أن جاء واحد من خدم السير ريتشارد بالفاصوليا الخضراء الطازجة وبدافع من اليأس قدم السير ريتشارد الفاصوليا الخضراء إليهم ، أظهر الأطفال على الفور الرغبة في أكلها باستخدام الإيماءات والإشارات ، وأنهم يريدون أكل الفاصوليا ، ومع ذلك عندما عرض السير ريتشارد قرون الفاصوليا الخضراء على طبق للأطفال لم يعرفا كيفية فتحها وشعر الأطفال بالضيق حتى أنهما عادا للبكاء مرة أخرى ، ثم أظهر لهم السير ريتشارد كيفية فتح قرون الفاصوليا والحصول على حبات الفاصوليا الخضراء وبدأ الأطفال بعد ذلك بتناول حبات الفاصوليا مباشرة وبحرارة ونهم شديد ، ولعدة شهور كان يأكل الأطفال الفاصوليا الخضراء فقط ولا شيء غير ذلك .إقامة الأطفال الخضر مع السير ريتشاردالسير ريتشارد سمح للأطفال بالبقاء في بيته لأنه لم يكن لديهم مكان آخر للذهاب إليه ، لكن للأسف الصبي الذي كان في كثير من الأحيان أدنى مستوى بدنياً وصحياً من أخته الفتاة ، أصيب بالإكتئاب ومرض ووافته المنية ومات خلال فترة قصيرة من بقائه في منزل السير ريتشارد ، أما الفتاة فقد نمت قوية ومليئة بالحيوية وبدأت في تناول أنواع أخرى من الأطعمة حتى أن بشرتها بدأت ببطء تفقد مسحتها الخضراء ، ومع مرور الوقت ازدهرت وتعلمت تدريجياً كيفية التحدث باللغة الإنجليزية ، إلا أن السير ريتشارد كان لا يزال مستغرباً ومتعجباً من طبيعة هؤلاء الأطفال ومن أين جائوا هي وشقيقها ، وبعد أن بدأت الفتاة تتعود على طبيعة المكان وتتحدث أسمها "سان الأنجليزية بشكل جيد سألها عن ماضيها وأخبرته أنها وشقيقها قد جائوا من بلاد أخرى بعيدة جداً مارتن" وأن كل الناس أو المخلوقات التي تعيش هناك كانت جلودهم وبشرتهم باللون الأخضر ، وقالت الفتاة أن في تلك البلاد لا وجود لأشعة الشمس وأخبرته أن الضوء كان هناك ُ على نحو مماثل للشفق في انجلترا بعد غروب الشمس ، ولكن في بلادها الأمر يختلف حيث كانت الأضواء الخضراء مستمرة على نحو دائم وكان كل شيء مضاء باللون الأخضر ، وذكرت أن في بلادها نهر واسع وكبير وعلى الضفة المقابلة منه يستطيعون أن يروا بلداً مشرقاً جداً غاية في الجمال ، أما كيف جاء الأطفال إلى انجلترا وإلى وولبت تحديداً فقد أخبرته أنها وشقيقها لا يعرفان حقاً كيف وصلوا إلى وولبت ، والذي تعرفه أنها كانت ترعى قطيع من الأغنام لوالدها إلى أن ضلوا الطريق ووصلوا إلى داخل كهف كبير ، ثم بدأوا يسمعون أصوات ضوضاء عاليه كأنها "رنين الأجراس" حيث سحرهم ذلك الصوت الجميل الذي وصفته بأنه كان صوتاً رائعاً يثير البهجة وكانوا يستمعون إليه وضلوا يتبعونه بدون وعي إلى أن وجدوا أنفسهم في تلك الحفرة ، وقالت أنهم لم يكونوا معتادين على مثل هذا الضوء الساطع للشمس بعد أن وجدهما القرويين وأصيبا بالعمى مؤقتاً بعد أن ضلوا طريقهم ثم بدأوا بالبكاء وكذلك كانت خائفة من الضجة التي كان يثيرها القرويين حولها وشقيقها ، السير ريتشارد قد وجد أن القصة التي روتها الفتاة قصة غريبة وعجيبه ومع ذلك قرر أن تقيم معه في بيته لسنوات عديدة وكان لها ُ أن عمدت في الكنيسة المسيحية المحلية ، مع أن السير ريتشارد ذكر أنه في أوقات كان سلوك الفتاة "طائشاً ومتحرراً جداً" بشكل غريب ، لكنه كان رجلاً كريماً ومتسامحاً وتحملها وصبر عليها وعلى أن تكون في بيته طيلة تلك السنوات فرضيات التفسيرالجنّيات والمخلوقات الصغيرة هي من العوالم الخرافية عند الغرب ، ولكن بعض الناس يعتقدون أنها أسطورة حقيقية من الممكن أن تجتمع مع العالم البشري ، وهم يجادلون بأن اللون الأخضر هو اللون التقليدي المرتبط بالجنّيات أو الجن وأن هؤلاء الأطفال ُ الخضر كانوا نوعاً من أنواع الجن ُ الخضر ويعتبرون أن السلوك المفرط للفتاه في الإيحاء الجنسي الطائش اثناء ما كانت في منزل السير ريتشارد يعبر عن صفات نموذجية من صنف الجنّيات . أشخاص آخرين يرون أن قد يكون هناك جزء من القصة يستند إلى الحقيقة ولكن أصبح مبالغاً فيه بشكل أو بآخر ، أو أنها قصة تغيرت مع مرور الوقت وتم الزيادة والإضافات عليها ، على سبيل المثال فرضية "بول هاريس" في عام 1988 قال أن في ذلك الوقت كانت تحدث هجرات مستمرة من شمال بلجيكا إلى انجلترا وهؤلاء المهاجرين كانوا يتحدثون اللغة الفلمنكية وقد قتل والدي الطفلين خلال معارك كانت بين الإنجليز والمهاجرين الفلمنكيين ، عند ذلك اختبأ الطفلين في أدغال غابة كثيفة وبقيا مدة من الزمن بدون طعام وتدهورت حالتهما الصحية وأصبحا يأكلان من أوراق الشجر الأخضر وأصيبا بمرض فقر الدم فتحول لون بشرتهما إلى اللون الأخضر بسبب سوء التغذية وفقر الدم وأكلهما لأوراق الشجر ، وأنهم سمعوا بعد ذلك أصوات أجراس كنيسة سانت إدموندز ودخلوا ممرات في منجم تحت الأرض ومع مرورهم بتلك الممرات والأنفاق وصلوا إلى قرية وولبت وظهروا للمزارعين بملابسهم البالية وحالتهما الصعبة واليائسة ويتحدثون بلغتهم الفلمنكية التي لم يفهمها القرويين ، واقترح ايضاً أن أجساد الطفلين قد تكون مصبوغة عمداً باللون الأخضر من قبل أبويهم لتمويه أنفسهم حتى لا يتمكن أحد منمعرفتهم والإمساك بهم بين الأشجار في الغابة ، على الرغم من أن هذا التفسير من بول هاريس يبدو معقولاً لدى البعض "شخصياً لا أراه كذلك" إلا أنه لا يؤخذ في الإعتبار ، ببساطة لأن السير ريتشارد كان بالتأكيد واحداً من أكثر الأشخاص البارزين في المنطقة في ذلك الوقت وعلى هذا النحو هو لديه المعرفة بالفلمنكيين وسكان شمال بلجيكا ويعرف أشكالهم ولغتهم ويعرف كذلك الأحداث التي وقعت في ذلك الوقت لأنه عايشها وعاصرها ولن ننتظر أن يأتي لنا "بول هاريس في عام 1988 "بهذه النظرية كأنه يعرف أكثر من "السير ريتشارد" ليعطينا تلك الفرضية ، إضافة إلى أن السير ريتشارد سبق له أن شارك بشكل مباشر في معركة واحدة على الأقل ضد الفلمنكيين وكان له تعاملات تجارية مع التجار الفلمنكيين . في هذا السياق عن سبب لون بشرة الأطفال الخضراء يوجد نظرية أن الأطفال كانوا يعانون من نوع من فقر الدم المعروف بإسم داء الإخضرار ، التي تسمى أحياناً "المرض الأخضر" وأصيبوا بذلك المرض بسبب الجوع ونقص التغذية من خلال مكوثهم فترة طويلة في الغابات وأكلهما من أوراق الشجر لفترات طويلة ليكون ذلك سبباً في لون بشرة الأطفال الخضراء ! طريف حقاً ، لا أعلم كيف يُنظر إلى هذه الفرضيات والتفسيرات الغير منطقية ، فلو كان كذلك لرأينا أن بعض الحيوانات والخرفان والماعز وكافة الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب والأوراق سوف يتغير لونها إلى اللون الأخضر ، فعل يعقل لو أن إنساناً ظل طيلة حياته لا يتغذى إلا على الجرجير سوف تتحول بشرته من لونها الطبيعي إلى اللون الأخضر ! في الواقع نظرية بول هاريس وتحليله عن سبب اللون الأخضر نظرية غير منطقية مع احترامي له فمن المستحيل أن تستمر قصة الأطفال ُ الخضر لأجيال كقصة تثير الإهتمام والفضول للناس لقرون عديدة وحتى للأجيال المستقبلية إلا إذا كانت بنحو غير عادي بعيداً عن النظريات الغير منطقية تلك . بعض النظريات المقترحة لأصل الأطفال على أنهم أطفال من "جوف الأرض" وهذا يعزز نظرية الأرض المجوفة أو أنهم جائوا من "أبعاد أخرى" أو من البُعد الموازي لنا ، أو من كوكب من الفضاء الخارجي ، شخصياً اقول ربما أنهم قد جائوا من عوالم جوف الأرض لأنه يوجد سبعة كهوف أو مداخل في الأرض تؤدي إلى عوالم جوف الأرض وما يعطي دليلاً على ذلك هو أن بلادهم بدون شمس تُشرق عليهم كما هو الحال معنا ، حيث قد يأتيهم الضوء من خلال تلك الفتحات المؤدية لجوف الأرض وعلى هذا يعيشون على ضوء الشفق الأخضر الذي ينير عالمهم ، أما فرضية أنهم جائوا من بُعد موازي لنا أيضاً فرضية ممكنه ، فلو استطعنا الدخول إلى أي بوابة تؤدي إلى بُعد آخر فسوف تؤدي بنا تلك البوابة إلى كل الأبعاد الأخرى ، أما فرضية أنهم جائوا من كوكب في الفضاء الخارجي فليست فرضية معقوله لأنهم بالتأكيد لم يرعيا الأغنام عبر الفضاء قادمين من المريخ أو زحل إلى كوكب الأرض هم وأغنامهم .🙋
خرافة ولا أسطورة شائعة ليست لها أساس ، هي واقعة حقيقية حضرها
العديد من الشهود ، والشهود المرموقين الذين كان لهم وزن في مجتمعاتهم آن ذاك ، كان ذلك في القرن الثاني عشر في قرية وولبت ، ولمن لا يعرف وولبت فإن وولبت هي قرية في سوفولك في بريطانيا والتي لديها تاريخ قديم يعود لـ2000 سنة أو أكثر وهي شهدت العديد من الأحداث عبر تاريخها الطويل ، وبالتأكيد من أغرب الأحداث التاريخية يجب أن يكون هو الظهور الغامض للطفلين ُ الخضر الذين كتب عنهم اثنين من المؤرخين المعروفين بالمصداقية وهما رالف كوجيشال الذي كان رئيساً لدير البندكتيين في قرية إسكس في كوجيشال و ويليام نيوبورج وكان راهباً متعلماً بشكل جيد في يوركشاير الذين عاصروا تلك الفترة ، ويعتقد أن هذا الحدث الإستثنائي كان في عهد الملك ستيفن 1135 - 1154 للميلاد ، موضوعنا اليوم عن الأطفال ُ الخضر ، الذين جائوا من أرض الشفق الدائم ، حيث كان كل شيء في عالمهم يبدو باللون الأخضر تبدأ القصة في يوم مشرق وجميل خلال وقت الحصاد عندما كان القرويين يعملون على جني محاصيلهم في وولبت ، وأثناء عملهم بدأوا يسمعون أصوات بكاء ، بدت الأصوات كأنها أصوات لأطفال صغار ، وعندما أنصتوا جيداً لتلك الأصوات أصبحوا على بينة من أن هناك صوتاً لشخص ما يبكي ويصرخ على نحو محزن مع بعض الكلمات البعيدة غير المفهومة ، كانت همهمات محزنه وغريبة و لم يتمكنوا من فهم ما يقال ، وبقلق متزايد بدأوا يفكرون أن هنالك شخصاً ما قد يكون في ورطة ، عند ذلك بدأ القرويين في البحث في المنطقة ، ويتتبعون صوت ذلك البكاء ، إلى أن وجدوا طفلين صغيرين صبي وفتاة كانا بالقرب من كهف وهما بداخل حفرة كانت تنصب لصيد الذئاب حيث أن تلك القرية كانت مشهورة بأفخاخ صيد الذئاب ومن هنا كان سبب تسميتها بـوولبت ، كان الطفلين في أشد لحظات الخوف ويبكيان بمرارة بالغة وحاولا الفرار على الرغم من أن القرويين لم يوحيا لهما بأي ضرر وأرادوا لهما المساعدة ، أمسك القرويين بالأطفال بلطف وأرادوا رعايتهم ومساعدتهم وحاولوا تهدئتهم ، في نفس الوقت كان القرويين في حالة من الدهشة والتعجب لأنهم رأوا أن الأطفال يرتدون ملابس تختلف عن نمط ملابس الناس في منطقتهم على نحو لم يسبق له مثيل من قبل ، ويتحدثون بلغة غريبة لا يستطيعون فهمها ، الأغرب أن القرويين رأوا أن جلد الطفلين كان باللون الأخضر على جميع أجزاء الجسم ، بعد ذلك قرر القرويين أن يذهبوا بالطفلين إلى "السير ريتشارد دي كين" للرغبة في مساعدتهم والحفاظ على سلامتهم لأن السير ريتشارد كان رجلاً نبيلاً ومتعلماً ورجلاً مرموقاً في القرية ، لأنهم ظنوا أنه يمكن أن يعرف من هم وكيفية مساعدتهم ، ُ وبعد أن أوصلوا الأطفال الخضر إلى منزل السير ريتشارد كان الأطفال لا يزالون يشعرون بالرعب واستمروا على البكاء ، وعلى الرغم من حالة الجوع التي بدت على الأطفال فإنهم ظلوا لا يأكلون أي شيء ، السير ريتشارد وخدمه قدموا لهم الطعام بلطف لكن الأطفال أصروا على رفضهم لتناول الطعام ، لدرجة أن السير ريتشارد عرض عليهم جميع أنواع الأطعمة الموجودة في المخزن والأطفال لا يزالون يرفضون تناول أي نوع من الأغذية ، كان السير ريتشارد يذهب وينظر في الحديقة لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء في الحديقة يمكن أن يغريهم بالأكل ، إلى أن جاء واحد من خدم السير ريتشارد بالفاصوليا الخضراء الطازجة وبدافع من اليأس قدم السير ريتشارد الفاصوليا الخضراء إليهم ، أظهر الأطفال على الفور الرغبة في أكلها باستخدام الإيماءات والإشارات ، وأنهم يريدون أكل الفاصوليا ، ومع ذلك عندما عرض السير ريتشارد قرون الفاصوليا الخضراء على طبق للأطفال لم يعرفا كيفية فتحها وشعر الأطفال بالضيق حتى أنهما عادا للبكاء مرة أخرى ، ثم أظهر لهم السير ريتشارد كيفية فتح قرون الفاصوليا والحصول على حبات الفاصوليا الخضراء وبدأ الأطفال بعد ذلك بتناول حبات الفاصوليا مباشرة وبحرارة ونهم شديد ، ولعدة شهور كان يأكل الأطفال الفاصوليا الخضراء فقط ولا شيء غير ذلك .إقامة الأطفال الخضر مع السير ريتشاردالسير ريتشارد سمح للأطفال بالبقاء في بيته لأنه لم يكن لديهم مكان آخر للذهاب إليه ، لكن للأسف الصبي الذي كان في كثير من الأحيان أدنى مستوى بدنياً وصحياً من أخته الفتاة ، أصيب بالإكتئاب ومرض ووافته المنية ومات خلال فترة قصيرة من بقائه في منزل السير ريتشارد ، أما الفتاة فقد نمت قوية ومليئة بالحيوية وبدأت في تناول أنواع أخرى من الأطعمة حتى أن بشرتها بدأت ببطء تفقد مسحتها الخضراء ، ومع مرور الوقت ازدهرت وتعلمت تدريجياً كيفية التحدث باللغة الإنجليزية ، إلا أن السير ريتشارد كان لا يزال مستغرباً ومتعجباً من طبيعة هؤلاء الأطفال ومن أين جائوا هي وشقيقها ، وبعد أن بدأت الفتاة تتعود على طبيعة المكان وتتحدث أسمها "سان الأنجليزية بشكل جيد سألها عن ماضيها وأخبرته أنها وشقيقها قد جائوا من بلاد أخرى بعيدة جداً مارتن" وأن كل الناس أو المخلوقات التي تعيش هناك كانت جلودهم وبشرتهم باللون الأخضر ، وقالت الفتاة أن في تلك البلاد لا وجود لأشعة الشمس وأخبرته أن الضوء كان هناك ُ على نحو مماثل للشفق في انجلترا بعد غروب الشمس ، ولكن في بلادها الأمر يختلف حيث كانت الأضواء الخضراء مستمرة على نحو دائم وكان كل شيء مضاء باللون الأخضر ، وذكرت أن في بلادها نهر واسع وكبير وعلى الضفة المقابلة منه يستطيعون أن يروا بلداً مشرقاً جداً غاية في الجمال ، أما كيف جاء الأطفال إلى انجلترا وإلى وولبت تحديداً فقد أخبرته أنها وشقيقها لا يعرفان حقاً كيف وصلوا إلى وولبت ، والذي تعرفه أنها كانت ترعى قطيع من الأغنام لوالدها إلى أن ضلوا الطريق ووصلوا إلى داخل كهف كبير ، ثم بدأوا يسمعون أصوات ضوضاء عاليه كأنها "رنين الأجراس" حيث سحرهم ذلك الصوت الجميل الذي وصفته بأنه كان صوتاً رائعاً يثير البهجة وكانوا يستمعون إليه وضلوا يتبعونه بدون وعي إلى أن وجدوا أنفسهم في تلك الحفرة ، وقالت أنهم لم يكونوا معتادين على مثل هذا الضوء الساطع للشمس بعد أن وجدهما القرويين وأصيبا بالعمى مؤقتاً بعد أن ضلوا طريقهم ثم بدأوا بالبكاء وكذلك كانت خائفة من الضجة التي كان يثيرها القرويين حولها وشقيقها ، السير ريتشارد قد وجد أن القصة التي روتها الفتاة قصة غريبة وعجيبه ومع ذلك قرر أن تقيم معه في بيته لسنوات عديدة وكان لها ُ أن عمدت في الكنيسة المسيحية المحلية ، مع أن السير ريتشارد ذكر أنه في أوقات كان سلوك الفتاة "طائشاً ومتحرراً جداً" بشكل غريب ، لكنه كان رجلاً كريماً ومتسامحاً وتحملها وصبر عليها وعلى أن تكون في بيته طيلة تلك السنوات فرضيات التفسيرالجنّيات والمخلوقات الصغيرة هي من العوالم الخرافية عند الغرب ، ولكن بعض الناس يعتقدون أنها أسطورة حقيقية من الممكن أن تجتمع مع العالم البشري ، وهم يجادلون بأن اللون الأخضر هو اللون التقليدي المرتبط بالجنّيات أو الجن وأن هؤلاء الأطفال ُ الخضر كانوا نوعاً من أنواع الجن ُ الخضر ويعتبرون أن السلوك المفرط للفتاه في الإيحاء الجنسي الطائش اثناء ما كانت في منزل السير ريتشارد يعبر عن صفات نموذجية من صنف الجنّيات . أشخاص آخرين يرون أن قد يكون هناك جزء من القصة يستند إلى الحقيقة ولكن أصبح مبالغاً فيه بشكل أو بآخر ، أو أنها قصة تغيرت مع مرور الوقت وتم الزيادة والإضافات عليها ، على سبيل المثال فرضية "بول هاريس" في عام 1988 قال أن في ذلك الوقت كانت تحدث هجرات مستمرة من شمال بلجيكا إلى انجلترا وهؤلاء المهاجرين كانوا يتحدثون اللغة الفلمنكية وقد قتل والدي الطفلين خلال معارك كانت بين الإنجليز والمهاجرين الفلمنكيين ، عند ذلك اختبأ الطفلين في أدغال غابة كثيفة وبقيا مدة من الزمن بدون طعام وتدهورت حالتهما الصحية وأصبحا يأكلان من أوراق الشجر الأخضر وأصيبا بمرض فقر الدم فتحول لون بشرتهما إلى اللون الأخضر بسبب سوء التغذية وفقر الدم وأكلهما لأوراق الشجر ، وأنهم سمعوا بعد ذلك أصوات أجراس كنيسة سانت إدموندز ودخلوا ممرات في منجم تحت الأرض ومع مرورهم بتلك الممرات والأنفاق وصلوا إلى قرية وولبت وظهروا للمزارعين بملابسهم البالية وحالتهما الصعبة واليائسة ويتحدثون بلغتهم الفلمنكية التي لم يفهمها القرويين ، واقترح ايضاً أن أجساد الطفلين قد تكون مصبوغة عمداً باللون الأخضر من قبل أبويهم لتمويه أنفسهم حتى لا يتمكن أحد منمعرفتهم والإمساك بهم بين الأشجار في الغابة ، على الرغم من أن هذا التفسير من بول هاريس يبدو معقولاً لدى البعض "شخصياً لا أراه كذلك" إلا أنه لا يؤخذ في الإعتبار ، ببساطة لأن السير ريتشارد كان بالتأكيد واحداً من أكثر الأشخاص البارزين في المنطقة في ذلك الوقت وعلى هذا النحو هو لديه المعرفة بالفلمنكيين وسكان شمال بلجيكا ويعرف أشكالهم ولغتهم ويعرف كذلك الأحداث التي وقعت في ذلك الوقت لأنه عايشها وعاصرها ولن ننتظر أن يأتي لنا "بول هاريس في عام 1988 "بهذه النظرية كأنه يعرف أكثر من "السير ريتشارد" ليعطينا تلك الفرضية ، إضافة إلى أن السير ريتشارد سبق له أن شارك بشكل مباشر في معركة واحدة على الأقل ضد الفلمنكيين وكان له تعاملات تجارية مع التجار الفلمنكيين . في هذا السياق عن سبب لون بشرة الأطفال الخضراء يوجد نظرية أن الأطفال كانوا يعانون من نوع من فقر الدم المعروف بإسم داء الإخضرار ، التي تسمى أحياناً "المرض الأخضر" وأصيبوا بذلك المرض بسبب الجوع ونقص التغذية من خلال مكوثهم فترة طويلة في الغابات وأكلهما من أوراق الشجر لفترات طويلة ليكون ذلك سبباً في لون بشرة الأطفال الخضراء ! طريف حقاً ، لا أعلم كيف يُنظر إلى هذه الفرضيات والتفسيرات الغير منطقية ، فلو كان كذلك لرأينا أن بعض الحيوانات والخرفان والماعز وكافة الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب والأوراق سوف يتغير لونها إلى اللون الأخضر ، فعل يعقل لو أن إنساناً ظل طيلة حياته لا يتغذى إلا على الجرجير سوف تتحول بشرته من لونها الطبيعي إلى اللون الأخضر ! في الواقع نظرية بول هاريس وتحليله عن سبب اللون الأخضر نظرية غير منطقية مع احترامي له فمن المستحيل أن تستمر قصة الأطفال ُ الخضر لأجيال كقصة تثير الإهتمام والفضول للناس لقرون عديدة وحتى للأجيال المستقبلية إلا إذا كانت بنحو غير عادي بعيداً عن النظريات الغير منطقية تلك . بعض النظريات المقترحة لأصل الأطفال على أنهم أطفال من "جوف الأرض" وهذا يعزز نظرية الأرض المجوفة أو أنهم جائوا من "أبعاد أخرى" أو من البُعد الموازي لنا ، أو من كوكب من الفضاء الخارجي ، شخصياً اقول ربما أنهم قد جائوا من عوالم جوف الأرض لأنه يوجد سبعة كهوف أو مداخل في الأرض تؤدي إلى عوالم جوف الأرض وما يعطي دليلاً على ذلك هو أن بلادهم بدون شمس تُشرق عليهم كما هو الحال معنا ، حيث قد يأتيهم الضوء من خلال تلك الفتحات المؤدية لجوف الأرض وعلى هذا يعيشون على ضوء الشفق الأخضر الذي ينير عالمهم ، أما فرضية أنهم جائوا من بُعد موازي لنا أيضاً فرضية ممكنه ، فلو استطعنا الدخول إلى أي بوابة تؤدي إلى بُعد آخر فسوف تؤدي بنا تلك البوابة إلى كل الأبعاد الأخرى ، أما فرضية أنهم جائوا من كوكب في الفضاء الخارجي فليست فرضية معقوله لأنهم بالتأكيد لم يرعيا الأغنام عبر الفضاء قادمين من المريخ أو زحل إلى كوكب الأرض هم وأغنامهم .🙋