👈كثيرا ٌ ما نرى في أفلام الرعب مشهد السفاح الذي يقتل ضحيته فيمنز ٍل أو مشفى مهجور بعيداً عن أنظار الناس ، لكن قصتنا هذه تختلف كلياً عما نراه ؛ فهذا السفاح كان يقتل و يغتصب النساء في داخل الجامعة ،
طبعاً عزيزي القارئ سوف يبادر إلى ذهنك أن الجامعة مهجورة لكن دعني أصدمك و أقول لك أنها جامعة مزدحمة و الطلاب شاهدوا الجثث و أشلاء زملائهم و لم يبالوا و كأن الأمر لا يعنيهم ، دعونا نكشف الستار عن هذا الغموض . إنها جامعة الطب في صنعاء عاصمة اليمن حيث يتسابق الطلاب لنيل العلم من اجل أن يصبحوا أطباء و يحققوا أحلام آبائهم و أمهاتهم الذين بذلوا الغالي و النفيس من أجل أن يشاهدوا أبناءهم يرتدون زي الأطباء الأبيض و ليس أكفان الموت ، و هذه أيضاً كانت أمنية المزارع الفقير الحاج ( أحمد عطية ) الذي باع ممتلكاته في القرية و انتقل بأسرته إلى العاصمة صنعاء حتى تتعلم ابنته ُحسن في جامعة الطب و تصبح طبيبة تعالج أهل قريته التي لا يوجد بها طبي ٌب أو عيادة رغم معارضة أسرة و إخوان الحاج أحمد و قولهم له أن الفتاة مكانها البيت تخدم زوجها ، الفتاة ُحسن لم تخيب ظن والدها فلقد اجتهدت في تعليمها في وسط تقدير معلميها لها ، و ذات يوم و تحديداً 19 / 4 / 1999 م ذهبت ُحسن إلى مشرحة الجامعة لأخذ أقراص مدمجة عليها محاضرات الجامعة ، كان قد وعدها بها فني المشرحة ( محمد آدم ) انتظرته عند باب المشرحة و مدت يدها لتخرج له النقود من حقيبتها لكنه باغتها و كتم أنفاسها بخرقة تحتوي على مادة مخدرة ثم سحب الفتاة المسكينة إلى داخل وكره الكبير الذي يسمونه بالمشرحة و هناك اغتصبها عده مرات قبل أن ينحر رقبتها بسكينه الحاد مثل الذبيحة و يترك المسكينة تتخبط في دمائها بينما هو يعد العدة لتقطيعها و نزع أحشائها ، فقام بوضع القلب و الكلى و الكبد في قوارير تحتوي على مواد حافظة و أما الرأس فقد وضعة في وعا ٍء كبيٍر يحتوي على تلك المادة ثم شرع في فصل اللحم عن العظم وكان يرمي اللحم في حو ٍض كبيٍر يغلي لكن ليس بسبب النار بل كان يحتوي على أحماض تذيب اللحم من أجل أن يتخلص من جثة الضحية ، أما العظام فكان يستخدمها في نماذج الهياكل العظمية التي يدرس عليها الطلاب فهذه مشرحة و وجود الأشلاء و الأعضاء البشرية و العظام أمٌر طبيعي ..تأخر الوقت و قلق والد ٌحسن عليها ، حاول أن يتصل بهاتفها لكنه مغلق فاتصل بصديقاتها لكنهن لم يعرفن أين ذهبت و أكدن له أنها حضرت الجامعة اليوم ، حاول المسكين البحث عن ابنته لكن أين يذهب و هو غري ٌب في العاصمة ؟؟ فذهب لقسم الشرطة في المدينة فقابلوه ببروٍد و قالوا له ( ربما هربت ابنتك مع عشيق لها و أنت لا تعلم !! ) أوجعت تلك الكلمات العجوز المفجوع و لم ينم الليل فذهب في الصباح الباكر إلى الجامعة يبحث عن ابنته لكن للأسف دون جدوى ، ظل يومياً ينادي ويصرخ باحثاً عن ابنته بصوته المبحوح في الجامعةجازما ان ابنته عفيفة، شريفةٌ و لم تغادر الجامعة كما زعموا ، مات العجوز بعد عده أشهر حزناً و كمداً عليها و كالعادة طبعاً الناس قصتها .و لكن من هو محمد آدم سفاح الجامعة ؟
صورة لمحمد آدم عمر إسحاق |
اسمه الكامل : محمد آدم عمر إسحاق ، سوداني الجنسية ، مقيٌم في اليمن ، انتقل إليها عام 1995م ليعمل كفني تشريح بجامعة صنعاء ، تم قبوله لأنه كان ُمغ ِّسلاً للأموات في السودان لهذا فلديه الخبرة الكافية في التعامل مع الجثث في المشرحة ، محمد آدم كان أسمر البشرة ، أجعد الشعر ذو عينان جاحظتان و أنف أفطح ، عاش مع زوجته حواء بشقة قريبة من الجامعة ، لا أحد يعرف تاريخ حياته لكن حسب أقواله فقد عانى من مشاكل في طفولته ، فقد اغتصبت أمه أمامه و عمره 7 سنوات و قام أبوه بقتل المغتصب و تقطيعه إلى أشلاء و دفنه في زريبة الغنم و كانت هوايته الملاكمة ، عمل فني تشريح في جامعة أم درمان في الخرطوم أيضاً لكونه مغسل أموات. إضافةً في ذلك الوقت كانت هناك طالبة من جنسية عراقية اسمها ( زينب سعود عزيز ) تدرس سنة أولى في الطب البشري بنفس الجامعة فعائلتها انتقلت لليمن و عاشت مع أمها و إخوتها الاثنين في شقة بصنعاء ، واجهت زينب بعض الصعوبات في دراستها مما أجبرها على دفع مبلغ مالي كرشوة لتنجح في بعض المواد و كان الوسيط محمد آدم الذي كذب عليها مما اضطر والدتها لتقديم شكوى ضده للجامعة و قامت بسبه و شتمته فما كان من إدارة الجامعة إلا أنها أوقفته ثم أعادته إلى عمله ، مرت الأيام و نسي الجميع القصة و في تاريخ 13/12/1999 ذلك اليوم المشئوم احتاجت زينب لنموذج جمجمة من أجل دراستها فذهبت هي و زميلتها إلى المشرحة ، وعدها محمد آدم بإعطائها جمجمة لكنه مشغول لهذا سوف يعطيها الجمجمة قبل نهاية الدوام و بعد أن أنهت زينب محاضراتها ذهبت للمشرحة و كان السفاح في انتظارها حيث استغل تواجدها لوحدها فوجه لها لكمة أفقدتها وعيها ثم سحبها إلى داخل عرينه ( المشرحة ) حيث اغتصبها و جز رأسها و وضعه في إحدى الأواني الزجاجية على الرف و استكمل عملة الوحشي مثل كل مرة ، انتظرت أم زينب ابنتها على الإفطار ؛ لأنه شهر رمضان لكن ابنتها لم تعد لهذا حاولت البحث عنها هنا و هناك و من دون فائدة . فذهبت لمركز الشرطة بصحبه ولديها حيث كرر الضابط نفس الكلام على مسامعهم ( ربما هربت ابنتكم مع عشيقها ) لكن الأم لم تيأس و دافعت عن شرف ابنتها و أنها تعرف ابنتها جيداً و لا يمكن أن تفعل هذا ابنتها ؛ فهي ابنه الأصول و أصرت أن ابنتها لم تغادر الجامعة و استمرت تنتقل من قسم إلى آخر و ربما دفعت مبالغ مالية رشوة من أجل أن يتحرك رجال الأمن ، في شهر يناير عام 2000م تحرك رجال من المباحث و فتشوا المشرحة و لم يجدوا شيئاً ، الظاهر أن تفتيشهم بعدما أخبرتها الفتاة فلم يلاحظوا أي شيء ، لكن أم زينب لم يهدأ لها بال و خصوصاً كان سريعاً صديقة زينب أنها كانت تنوي الذهاب للمشرحة لاستلام جمجمة بلاستيكية ، فتوجهت أم زينب إلى إدارة قسم الجنايات و طلبت منهم تفتيش المشرحة مرة أخرى و أخبرتهم بقضية الرشوة المدفوعة لمحمد آدم و اتهمته أنه هو وراء اختفاء ابنتها ، و بعد سلسلة من الإجراءات و استصدار تصريح أن القانون اليمني يحظر على رجال الأمن اقتحام حرم الجامعات إلا بتفتيش الجامعة خصوصاً بتصريح . تحرك رجال الأمن و فتشوا المشرحة و سرعان ما اكتشفوا بشاعة ما كان يحصل فيها فوجدوا لنسا ٍء موضوع ٍة في أوعية زجاجية و بقايا بشرية ، فتم تحريز المكان و إغلاقه للتحقيق و رؤوساً اعتقلوا محمد آدم ثم أحيل للتحقيق و ا ُستدعيت أم زينب للتعرف على رأس ابنتها فانهارت المسكينة من هول المصيبة .التحقيق مع السفاح
السفاح في قبضة العدالة |
أثناء التحقيقات اعترف محمد آدم أنه قتل و اغتصب حوالي 16 فتاة ، 11 منهن طالبات في الجامعة و بعضهن فتيات استدرجهن إلى الجامعة ، و أضاف أيضاً أنه كان يبيع ذهبهن و مجوهراتهن حيث بـ 30 ألف ریال و حزاماً من باع خاتماً الذهب بـ 130 ألف ریال يمني و الأخير هو أثمن ما وجده ، و أن زوجته حواء بريئةٌ و لا تعلم بما يقوم به ، أما بيع الذهب و متعلقات الضحايا فكانت صديقته ( ياسمين ) هي التي تقوم بهذا العمل و كانت عشيقته في الوقت ذاته ، و أضاف أنه اختلف معها في يوم من الأيام على مبلغ من المال و خشي أن تكتشف أمره فقتلها و شق بطنها و أخرج الجنين من بطنها حيث كانت حاملاً منه و وضع الجنين في أحد الأواني الزجاجية التي ضبطتها الشرطة ، و اعترف للمحققين بأشياء أذهلتهم حيث ادعى أنه قتل أيضاً 11 فتاة في جامعة أم درمان بالسودان حيث كان يعمل سابقاً و أنه أيضاً سافر إلى الكويت و تشاد و إفريقيا الوسطى و أنه عضو عصابة لسرقة و بيع الأعضاء البشرية حيث كان يجني 50 ألف ریال على الكلى و غيرها من الأعضاء البشرية ، و كان يخبر العصابة أن معه ضحية فيقوموا بتجهيز غرفة العمليات و يتم نزع الأعضاء بعد قتل الضحية حيث ذكر أسماء دكاترة كانوا يعملون بنفس الجامعة ، و عندما سأله المحققين عن عمله و كيف لم يكتشفه المسئولين في المشرحة ؟ أجابهم أن المشرفين عليه لم يكونوا يحضروا للعمل و منحوه مطلق الحرية و أن دوام المشرحة كان مفتوحاً مما س ّهل عمله الإجرامي عليه و أنه كان يدفن بعض ضحاياه في بعض المقابر بعدما يستصدر تصاريح دفن من الجامعة بحجة أنها أعضاء بشرية لم تعد تصلح للدراسة ، و قام السفاح بإخبار الشرطة عن أماكن الدفن ، و أما عن طريقة استدراجه للضحايا فأجاب أنه كان يستدرجهن بعدة طرق منها وعده لهن بإعطائهن نماذج بشرية للدراسة أو أقراص مدمجة للمحاضرات و أنه في إحدى المرات جاءت إليه طالبة تبحث عن زميلتها التي قتلها فقال لها هل تقصدين هذه ؟؟ و عندما شاهدت رأس صديقتها أغمي عليها فسحبها للمشرحة و اغتصبها ثم قام بذبحها .. أما الرفات و البقايا البشرية فقد حقق فيها محققون مختصون و الذين أكدوا بدورهم أن الجثث تعود إلى 8 فتيات ، وبعدها تم إحالته إلى المحكمة ..محاكمة السفاح :محاكمة هذا السفاح كانت غريبة عجيبة حيث ظهرت فتيات أحياء من بين الفتيات التي اعترف السفاح بقتلهن و أيضا لم تظهر أسماء بعض الضحايا في سجل الجامعة 952000م مما أجبره تم نفي أنه عمل في أي جامعة بالسودان كما تم نفي أنه على التراجع عن بعض اعترافاته و أيضاً للعدو سافر إلى بلد آخر غير اليمن ، و من بين الاعترافات الغريبة له أنه ادعى أنه عمل جاسوساً الصهيوني !! و أحيانا كان يدعي أن ما حصل له في طفولته أثر عليه ، استمرت المحاكمة سنة كاملة وسط احتجاجات الطلاب و الغضب الشعبي ، و قد حكمت عليه المحكمة بالجلد 80 جلدة حداً بتهمة شرب الخمر و بالإعدام بحد السيف أو الرصاص قصاصاً ، كما حكمت المحكمة بدفع تعويضات من الجامعة لأسر الضحيتان ُحسن و زينب و تحمل مصاريف المحكمة و نقل جثمان زينب إلى العراق ، و كما ألزمت المحكمة إدارة الجامعة على تسمية القاعتين الدراسيتين القريبتين من المشرحة باسم ُحسن و زينب .إعدام السفاح :
لحظة إعدام السفاح أمام المل |
بتاريخ 20/يونيو/ 2011م و في الساعة التاسعة و النصف تحركت سيارات الأمن إلى وسط ساحة مذبح بجانب الجامعة وسط احتشاد أكثر من 30 ألف يمني جاؤوا ليشاهدوا تنفيذ حكم الإعدام ، تم ربط محمد آدم على العمود و جلدوه 80 جلدة حد شرب الخمر ثم مددوه على الأرض ليتم إطلاق ثلاث رصاصات في ظهره ، لكنهم اكتشفوا أنه لم يمت و لهذا أطلقوا عليه رصاصتين إضافيتين لتزهق روحه الشريرة وسط تكبير الحشود ، و تم أخذ جثته بسيارة الإسعاف .غموض و أسئلة تحوم حول هذه القضية : لماذا لم يتم التحقيق في أسماء شبكة نقل الأعضاء التي ذكرها السفاح ؟ كيف كان يطلب السفاح أحماض ( الهيدروكلوريك اسيد ) و مواد التحنيط ( الفورملدهايد ) و مادة التخدير ( الكلوروفورم ) بهذه الكميات الكبيرة التي تفوق حاجة قسم التشريح بدون سؤال ؟ أين المسئولون عن المشرحة الذين تركوا السفاح يسرح و يمرح فيها ؟ انتشرت إشاعات بتورط رؤوس كبيرة بشبكة دعارة و كان يتم التخلص من ضحاياهم من الفتيات في تلك المشرحة و أن السفاح لم تكن مهمته إلا التخلص من الجثث . تحدث الكثير عن أن محمد آدم ما هو إلا كبش فداء لعصابات كبيرة و أنه أدلى بأقواله بعدما وعدوه بتخليصه من القضية . الخاتمة : لا شك أنكم سوف تسألوني ( تمت محاكمته بقتل فتاتين أو أكثر فقط !! فأين محاكمة بقية ضحاياه ؟ ) أجيبكم بأسف أن تلك الأسرتين هما الوحيدتين اللتان أبلغتا و بشكل واضح أما البقية من أسر الضحايا فقد سكتوا خوفاً من الفضيحة ؛ لأننا في المجتمع العربي نعتبر الاغتصاب فضيحة و عار يلحق الفتاة و أهلها لكن ما ذنبها ؟ للأسف نظن السوء بأي فتاة تختفي فجأة و تقطعها ألسنة الناس بسوء الظن قبل أن تقطعها سكاكين السفاح .🙋